والخطب الجليلة، حتى عده المتصوفة واحدًا منهم.
وكانت خطبه ﵀ تشتمل على التذكير بالآخرة، والتنفير من الدنيا، والتخويف من النار، والتشويق إلى الجنة، وترقيق القلوب، وتهذيب النفوس، إلى غير ذلك من أهداف المواعظ وأغراضها.
* ومن مواعظه ﵀:
"يا ابن
"يا ابن آدم لا تُرْض أحدًا في معصية الله، ولا تحمدن أحدًا على فضل الله، ولا تلومن أحدًا فيما لم يؤتك الله، إن الله خَلَق الخلق، فمضوا على ما خلقهم عليه، فمن كان يظن أنه مزداد بحرصه في رزقه، فليزدد بحرصه في عمره، أو يغير لونه، أو يزد في أركانه أو بنانه".
* وفاته:
مات ﵀ سنة عشر ومائة للهجرة بـ"البصرة"، وتبع جنازته خلق كثير.
ثانيًا: مذهب ابن شراحيل الشعبي:
* التعريف به:
الإمام الفقيه هو عامر بن شَرَاحِيل بن عبدٍ الشعبي، وأبوه عربي، وأمه من سبي "حَلُولا"، وكنيته: أبو عمرو، ومولده: سنة سبع عشرة هجرية.
* مكانته العلمية:
اشتهر الشعبي بالفقه، حتى أطلق عليه علامة التابعين، وقد حفظ ﵀ الكثير من الأحاديث؛ لِمَا حباه الله من قوة الذاكرة، وسعة الوجدان، وممن روى عنهم الحديث: أبو هريرة، وسعد بن أبي وقاص، وعبادة بن الصامت، وغيرهم من الصحابة والتابعين.
يقول عنه مكحول: "ما رأيت أفقه منه".
واشتهر الشعبي بوقوفه على النصوص، والتمسك بها، وكان ﵀ يكره القول بالرأي، وإذا سئل عن رأي لم يعلم فيه نصًا، قال: لا أدري، ويروى عنه أنه قال: "ما كلمة أبغض إليّ من (أرأيت) ".
1 / 36