هجرية، وذلك قبل عامين من نهاية خلافة عمر بن الخطاب ﵁.
وقد تولى الحسن البصري ﵁ قضاء البصرة في أيام الخليفة عمر بن عبد العزيز، ثم تركه، ونصَّب نفسه للإفتاء.
وقد جمع بعض العلماء فتاويه في سبعة مجلدات ضخمة، كما قال ابن قيِّم الجوزية.
وقال ابن قتيبة: "إنه تولى الكتابة لربيع بن زياد الحارثي بـ"خراسان".
* مكانته العلمية:
لقد كان الحسن البصري ﵁ فقيهًا ومحدثًا ثقةً عظيمًا؛ حيث روى عن كثير من الصحابة والتابعين أحاديث كثيرة، وكان ﵀ كما تحدثنا كتب التراجم- يميل إلى الرأي في فقهه.
يقول عنه أبو قتادة: "والله! ما رأيت رجلًا أشبه رأيًا بعمر بن الخطاب منه".
ويقول عنه أيوب: "ما رأت عيناي رجلًا قط كان أفقه من الحسن".
وقد خالف الحسن البصري رأي واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد في حكم مرتكب الكبيرة، مما أدى إلى اعتزالهما مجلس الحسن، حينما اختلفا معه، وقد كانا قبلُ قد رسا عليه.
وكان الحسن البصري ﵀ قد ابتعد بنفسه عن الخوض في الأحداث والمشاكل السياسية التي انقسم إزاءها المسلمون إلى فرق وأحزاب، وكان يجيب - إذا سئل عن ذلك - بقوله: "تلك دماء طهَّر الله منها أسيافنا، فلا نلطخ بها ألسنتنا".
بيد أنه ﵀ كان جريئًا شجاعًا في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم؛ يروى أنه ذات مرة سئل عن الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد، فأجاب: لا تكن مع هؤلاء، ولا مع هؤلاء.
فقال له رجل من أنصار يزيد بن معاوية الخليفة: ولا مع أمير المؤمنين؟ فأطرق، ثم دق بيده، وقال؛ ولا مع أمير المؤمنين.
* تصوفه، ومواعظه:
اشتهر الحسن البصري بميله إلى التصوف والزهد، ورويت عنه كثير من المواعظ
1 / 35