[187] قال ابو حامد الاعتراض ان يقال الامكان الذى ذكروه يرجع الى قضاء العقل فكل ما قدر العقل وجوده فلم يمتنع عليه تقديره سميناه ممكنا وان امتنع سميناه مستحيلا وان لم يقدر على تقدير عدمه سميناه واجبا فهذه قضايا عقلية لا تحتاج الى موجود حتى تجعل وصفا له . بدليل ثلاثة امور أحدها ان الامكان لو استدعى شيئا موجودا يضاف اليه ويقال انه امكانه لاستدعى الامتناع شيئا موجودا يقال انه امتناعه وليس للممتنع وجود فى ذاته ولا مادة يطرى عليها المحال حتى يضاف الامتناع الى المادة
[188] قلت اما ان الامكان يستدعى مادة موجودة فذلك بين فان سائر المعقولات الصادقة لا بد ان تستدعى أمرا موجودا خارج النفس اذ كان الصادق كما قيل فى حده انه الذى يوجد فى النفس على ما هو عليه خارج النفس فلا بد فى قولنا فى الشىء انه ممكن ان يستدعى هذا الفهم شيئا يوجد فيه هذا الامكان .
صفحه ۱۰۳