[8] وذلك ان الفلاسفة يرون ان الاسباب أربعة الفاعل والمادة والصورة والغاية وان الفاعل هو الذى يخرج غيره من القوة الى الفعل ومن العدم الى الوجود وان هذا الاخراج ربما كان عن روية واختيار وربما كان بالطبع وانهم ليس يسمون الشخص بفعله لظله فاعلا الا مجازا لانه غير منفصل عنه والفاعل ينفصل عن المفعول باتفاق وهم يعتقدون ان البارى سبحانه منفصل عن العالم فليس هو عندهم من هذا الجنس ولا هو ايضا فاعل بمعنى الفاعل الذى فى الشاهد لا ذو الاختيار ولا غير ذى الاختيار بل هو فاعل هذه الاسباب مخرج الكل من العدم الى الوجود وحافظه على وجه أتم وأشرف مما هو فى الفاعلات المشاهدة
[9] فلا يلزمهم شىء من هذا الاعتراض وذلك انهم يرون ان فعله صادر عن علم ومن غير ضرورة داعية اليه لا من ذاته ولا لشىء من خارج بل لمكان فضله وجوده وهو ضرورة مريد مختار فى اعلى مراتب المريدين المختارين اذ لا يلحقه النقص الذى يلحق المريد فى الشاهد .
صفحه ۱۵۱