[19]
الحسين في القضاء، وكان قضاء مصر إلى ابن أبي الشوارب، وهو مقيم ببغداد يستخلف من يشاء.
فكتب بالعهد إلى الحسين، وركب بالسواد، وقرئ عهده، واستناب الإمام أبا بكر بن الحداد. وكان الحسين كبير القدر معظما نفسه بمنطقه، وكان ينفق على مائدته في الشهر أربع مئة دينار. واتسعت ولايته، وجمع القضاء بمصر والشام، وكثرت نوابه، ولكن لم تمتد أيامه. وكان كريما جوادا عارفا بالقضاء، منفذا للأحكام. توفي يوم عيد الأضحى بمصر عن ثلاث وأربعين سنة. انتهى.
زكريا بن أحمد
وقال الذهبي في كتابه العبر في سنة ثلاثين وثلاث مئة: وفيها توفي قاضي دمشق زكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى خت - يعني بخاء مفتوحة ومثناة فوقانية مشددة - البلخي الشافعي. وهو صاحب وجه.
روى عن أبي حاتم الرازي وطائفه.
ومن غرائب وجوهه: إذا ما شرط في القراض أن يعمل رب المال مع العامل جاز. انتهى.
وقال الصلاح الصفدي: زكريا بن أحمد بن الحارث بن يحيى بن موسى خت، أبو يحيى البلخي. ولي قضاء دمشق أيام المقتدر، وكان من كبار أصحاب الشافعي وأصحاب الوجوه. ومن غرائبه أن القاضي إذا أراد نكاح من لا ولي لها انه أن يتولى طرفي العقد. قال الرافعي: انه لما كان قاضيا بدمشق تزوج امرأة ولي أمرها بنفسه. وتوفي سنة ثلاثين وثلاث مئة، وروى عن أبي حاتم الرازي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن خيثمة، وغيرهم. وروي عنه أبو الحسين الرازي وأبو بكر بن الحداد، وأبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم وقال: حدثنا شيخ الشافعين بدمشق. وهو من أهل بيت علم يبلخ، أبوه وجده. وذكره الأسدي في طبقات الفقهاء وقال: فات وطنه لأجل الدين ومسح عرض الأرض، وسافر إلى أقاصي الدنيا، وكان حسن البيان عذب اللسان في الجدل. وتوفي بدمشق في ربيع الأول وقيل الآخر من السنة المذكورة.
عبد الله بن زبر
صفحه ۲۱