تفسير سورة الفاتحة لجاعد الخروصي

ابو نبهان خروصی d. 1237 AH
13

تفسير سورة الفاتحة لجاعد الخروصي

تفسير سورة الفاتحة

ژانرها

ذلك الملك السرمدي والتنصيص لنفس اليوم اكتفاء به عن ذكر ما فيه ، لأنه كالمستلزم له في اشتماله في صرفه عليه ، ما جرت به العادة في عرف الذمة ، وذلك نوع تنبيه على الأعمال الصالحة واجتناب الطالحة ، لأن اختصاص التسمية له بالدين من سائر ما يسمى به ، دلالة على أنك كما تدين تدان . فانظر في ذلك يا ذا الغفلة لنفسك أيام المهلة .

وكان في هذه الجملة أبلغ تنبيه على حقارة الدنيا وأشد تحذيرا منها وتزهيدا فيها لكونها مطلوبة وفي الأخرى مساوية ، فآثروا ما يبقى على ما يفنى ، فالباقيات الأعمال والنيات والأقوال الصالحات لا غير ، فارعوها حق رعايتها إن كنتم موقنين . وانظروا فيها وإلى هذه الخمسة الأسماء العظيمة ، الصفات الجسيمة ، فإن تحت كل اسم وصفته بحرا من المعاني لا ساحل له . ومن كان كذلك حاله في أوصافه فكيف لا يكون لمحض الحمد أهلا ، كلا إنه لواجب الحمد وبذلك على هدايته . فاحمدوه حمد من يستوجب لإخلاصه في حمده الحمد والزلفة بحمده ، واعلم أن الحمد في اللسان لا جدوى له حتى يكون نتيجة قلب شاكر الأركان . رجل سرى من الملك إلى الملكوت الأعلى على جواد الاجتهاد حتى وصل فناخ على الرضا بفناء حضرة الربوبية ، فينزل منزل العبودية ، فغاب عن الأغيار بشهود الملك الجبار ، وطفق على قدر الالتفات لما حضر لمولاه العظيم وربه الكريم . قد أقبل بشرا شده إليه ، لما نظر بعين اليقين إليه ، يقول عن خالص باله بلسان حاله وصدق مقاله .

(11)

صفحه ۱۶