[chapter 2]
〈وينبغى〉 أن نفحص عما سلف من قولنا فى شهوة النبات وحركته ونفسه وما يتحلل منه. وليس للنبات نسيم، على أن أنكساغورس زعم أن له نسيما، وقد نجد كثيرا من الحيوان ليس له نسيم. ونجد عيانا أن النبات ليس له نوم ولا يقظة، وذلك أن اليقظة هى من فعل الحس، والنوم هو ضعف فى الحس، وليس يوجد شىء من هذا فى الشىء الذى يغتذى فى جميع الأوقات على حال واحدة وهو فى طبيعته غير حاس. وأحسب أن الحيوان إذا اغتذى وترقى البخار من غذائه إلى رأسه نام، وإذا انقطع البخار المرتقى إلى رأسه استيقظ من نومه. وارتفاع هذا البخار فى بعض الحيوان كثير، ووقت نومه طويل؛ وارتفاعه فى بعضه قليل ووقت نومه قصير. والنوم سكون الحركة، والسكون راحة للمتحرك.
صفحه ۲۴۸