ومن الشجر ما يورق من أصوله، ومنه ما يورق من عيونه، ومنه ما يورق من خشبة الأملس، ومنه ما يورق من كل مكان فيه، ومنه ما يقرب فيه التوريق، ومنه ما يتأخر فيه، ومنه ما يتوسط فى ذلك، ومنه ما يختلف وقت توريقه. ومن النبات ما يحمل فى السنة مرة واحدة، ومنه ما يحمل فى السنة مرارا كثيرة ولا تنضج ثمارة، بل تبقى فجة غير نضيجة، ومنه ما تدوم كثرة حملة كالتين، ومنه ما يحمل فى وقت كبره وهرمه أكثر من حمله فى شبيبته كاللوز والكمثرى والبلوط. وبعض الناس يزعم أن اختلاف النبات البستانى يعرف من طبع ذكورته وإناثه، إذا ميز كل واحد منه بالخاصة الموجودة له، لأن الذكر أكثف من الأنثى وأكثر أغصانا وأقل رطوبة وثماره أصغر وأقل نضوجا وورقة مخالف وكذلك شعبه.
وينبغى لنا إذا نقدنا هذه الأشياء أن نتفرس فى الشجر على حدته، وكذلك أيضا فى الحشيش والشعب. وسندكر قول القدماء فيها ونمارس علومهم وكتبهم الموضوعة فى هذه الأشياء. ونحن قادرون على فحص أقدر من هذا، أعنى أنما نفحص عن العشب البعلى، وعن العشب الذى يكون منه البزر وعن النبات الخمرى الشرابى، وعن النبات الطبيعى، وعن نبات الأدوية، وعن النبات القتال. وهذه الأشياء كلها معروفة من الأشجار والنبات. فأما علم أسبابها فينبغى أن نطلب ابتداء كونها وكيف صار بعضها ينبت فى مكان دون مكان وفى زمان دون زمانها وحين نباتها، وأصولها ، واختلاف عصاراتها وروائحها ولبنها وصموغها وجودة كل واحد منها وردائه وبقاء ثمارها وفناؤه ولم صار ثمار بعضها يعفن سريعا وبعضها لا يعفن، وأن منها ما تلين ثماره ومنها ما لا تلين ثماره؛ ونفحص عن خواص سائر النبات وبخاصة عن الأصول، وكيف صار بعضها يهيج شهوة الجماع، وبعضها يجدلب النوم، وبعضها قتال؛ ولبعضها اختلاف كثير عظيم.
تمت المقالة الأولى من كتاب النبات لأرسطوطاليس والحمد لله رب العالمين PageV01P26 2
[book 2]
[chapter 1] بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر المقالة الثانية من كتاب النبات لأرسطو تفسير نيقولاوس ترجمة إسحق بن حنين، باصلاح ثابت بن قرة
قال أرسطو:
صفحه ۲۶۳