فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون(17)} فالمنافق خابط في ظلمات الكفر أبدا، ولكن المراد ما استضاؤوا به قليلا من الانتفاع بالكلمة المجراة على ألسنتهم، ووراء استضاءتهم بنور هذه الكلمة ظلمة النفاق المخفية، المفضية إلى ظلمة العقاب السرمدي؛ وللآية تفسير آخر، وهو أنهم لما وصفوا بأنهم اشتروا الضلالة بالهدى، عقب ذلك بهذا التمثيل ليمثل هداهم الذي باعوه بالنار المضيئة ما حول المستوقد، والضلالة التي اشتروها بذهاب الله بنورهم، وتركه إياهم في الظلمات.
صفحه ۲۲