تفسیر کبیر

الطبرانی d. 360 AH
75

تفسیر کبیر

التفسير الكبير

ژانرها

ولا تخرجون أنفسكم

[البقرة: 84] لأن قوله: { وإن يأتوكم } داخل في الميثاق. ومعناه: فكوا أسراكم من غيركم بالفداء. وقرأ السلمي ومجاهد وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: (أسارى) بالألف، و(تفدوهم) بغير ألف. وقرأ الحسن: (أسري) بغير ألف، (تفادهم) بالألف. وقرأ النخعي وطلحة والأعمش وحمزة (أسري تفدوهم) كلاهما بغير ألف. وقرأ شيبة ونافع وعاصم وقتادة والكسائي ويعقوب (أسارى تفادوهم) كلاهما بالألف.

والأسارى: جمع أسير؛ مثل: مريض ومرضى، وقريع وقرعى، وقتيل وقتلى. والأسرى: جمع أسير أيضا، مثل: سكارى وكسالى. ولا فرق بين الأسارى والأسرى في الصحيح. قال بعضهم: المقيدون المشدودون أسارى، والأسرى : هم المأسورون غير المقيدين. قوله تعالى: (تفدوهم) بالمال، و(تفادوهم) أي مفاداة الأسير بالأسير. و(أسرى) في موضع نصب على الحال.

ومعنى الآية ما قال السدي: (إن الله تعالى أخذ على بني إسرائيل في التوراة أن لا يقتل بعضهم بعضا ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم؛ وأيما عبد أو أمة وجدتموه من بني إسرائيل فاشتروه وأعتقوه. وكانت قريظة حلفاء الأوس، والنضير حلفاء الخزرج، وكانوا يقتلون في حرب سمير؛ فيقاتل بنو قريظة مع حلفائهم؛ والنضير مع حلفائهم، فإذا غلبوا خربوا ديارهم وأخرجوهم منها؛ وإذا أسر رجل من الفريقين كلاهما جمعوا له حتى يفدوه فيعيرونهم العرب بذلك؛ فيقولون: كيف تقاتلونهم وتفدونهم؟ فيقولون: إنا قد أمرنا أن نفديهم؛ وحرم علينا قتالهم. قالوا: فلم تقاتلونهم؟ قالوا: إنا نستحي أن يستذل حلفاؤنا؛ فذلك حين عيرهم الله تعالى).

وقال: { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم } وفي الآية تقديم وتأخير؛ تقديره: { وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان } { وهو محرم عليكم إخراجهم } (وإن يأتوكم أسارى تفدوهم).

وكان الله تعالى أخذ عليهم أربعة عهود: ترك القتل؛ وترك الإخراج؛ وترك المظاهرة عليهم من أعدائهم؛ وفداء أسرائهم. فأعرضوا عن كل ما أمر الله تعالى به؛ إلا الفداء. فقال الله تعالى: { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض }؛ وإيمانهم الفداء؛ وكفرهم القتل والإخراج والمظاهرة. وقال مجاهد: (يقول: إن وجدته في يد غيرك فديته؛ وأنت تقتله بيدك؟!).

قوله تعالى: { فما جزآء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا }؛ أي فما جزاء من يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض إلا ذل وهوان في الدنيا. يعني بالخزي: قتل بني قريظة وسبيهم وإجلاء بنو النضير عن منازلهم. يقال في السوء والشر: خزي يخزى خزيا. وفي الحياء: خزى يخزي خزاية.

قوله تعالى: { ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب }؛ وهو عذاب النار. وقرأ السلمي والحسن وأبو رجاء: (تردون) بالتاء. كقوله تعالى: { أفتؤمنون }. قوله تعالى: { وما الله بغافل عما تعملون }؛ " قرأ " بالياء مدني ومكي وأبو بكر ويعقوب. والباقون بالتاء.

[2.86]

قوله تعالى: { أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة }؛ أي استبدلوا الدنيا بالآخرة، { فلا يخفف عنهم العذاب }؛ أي لا يهون، { ولا هم ينصرون }؛ من عذاب الله.

صفحه نامشخص