304

تفسیر کبیر

التفسير الكبير

ژانرها

ومعنى الآية: يظنهم الجاهل بأمرهم وشأنهم أغنياء من التعفف عن السؤال؛ لتجملهم باللباس وكفهم عن المسألة. والتعفف يذكر ويراد به ترك المسألة كما قال صلى الله عليه وسلم:

" من استغنى أغناه الله تعالى، ومن استعف أعفه الله ".

قوله تعالى: { تعرفهم بسيماهم }؛ أي تعرفهم أنت يا محمد بعلامة فقرهم ورثاثة حالهم. وقيل: بتخشعهم وتواضعهم. وقيل: بصفرة ألوانهم من الجوع وقيام الليل وصيام النهار. وقيل: بفرحهم واستقامة حالهم عند توارد البلاء عليهم.

قوله تعالى: { لا يسألون الناس إلحافا }؛ قال عطاء: (إذا كان عنده غداء لا يسأل عشاء، وإن كان عنده عشاء لا يسأل غداء). وقال أهل المعاني: { لا يسألون الناس إلحافا } ولا غير إلحاف؛ أي ليس لهم سؤال فيكون إلحافا، والإلحاف: الإلحاح، دليل هذا القول قوله تعالى: { يحسبهم الجاهل أغنيآء من التعفف } أي من القناعة، ولو كانوا يسألون لكان يعرفهم بالسؤال لا بالسيماء.

وإنما يسمى الملح في السؤال ملحفا؛ لأنه يلصق بالمسؤول ويشتمل على وجود الطلب في المسألة كاشتمال اللحاف.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ويكره البؤس والتباؤس، ويحب الحليم المتعفف، ويبغض الفاحش البذيء السائل الملحف "

وقال صلى الله عليه وسلم:

" " من سأل وله ما يغنيه، جاءت مسألته يوم القيامة كدوحا أو خموشا أو خدوشا في وجهه " قيل: وما غناؤه؟ قال: " خمسون درهما " ".

قوله تعالى: { وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم }؛ أي ما يتصدقوا به من مال، { فإن الله به عليم } يجزيكم به.

صفحه نامشخص