قالت أم الدحداح: ربح بيعك، بارك الله لك فيما اشتريت. فأجابته أم الدحداح وأنشأت تقول:
* بشرك الله بخير وفرح * مثلك أدى ما لديه ونصح *
* إن لك الحظ إذ الحظ وضح * قد متع الله عيالي ومنح *
* بالعجوة السوداء والزهو البلح * والعبد يسعى وله ما قد كدح *
* طول الليالي وعليه ما اجترح *
ثم أقبلت أم الدحداح على أولادها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم وتطرح ما في ثيابهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر، فقال صلى الله عليه وسلم: " كم من عذق رداح ودار فياح في الجنة لأبي الدحداح " ".
قال أهل المعاني: في الآية اختصار وإضمار؛ تقديره: من ذا الذي يقرض عباد الله قرضا حسنا، وجاء في الحديث:
" إن الله تعالى يقول لعبده يوم القيامة: استطعمتك فلم تطعمني، واستسقيتك فلم تسقني، واستكسيتك فلم تكسني. فيقول العبد: وكيف ذلك يا سيدي! فيقول ربك: عبدي فلان الجائع وفلان العاري فلم يعد عليهم من فضلك، فلأمنعك اليوم فضلي كما منعتهم من فضلك ".
وقال يحيى بن معاذ: (عجبت لمن يبقي له مالا ورب العرش يستقرضه). وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" رأيت على باب الجنة مكتوبا: القرض بثمانية عشر، والصدقة عشرة. فقلت: يا جبريل، ما بال القرض أكثر جزاء. قال: لأن صاحب القرض لا يأتيك إلا محتاجا وربما وقعت الصدقة في غير أهلها "
صفحه نامشخص