على موطن لا تخلط الجد بالهزل
قوله تعالى: { ورعد } الرعد: هو الصوت الذي يخرج من السحاب، { وبرق } وهي النار التي تخرج منه. قال مجاهد: (الرعد: ملك يسبح بحمده؛ ويقال لذلك الملك: رعد، ولصوته أيضا رعد). وقال عكرمة: (الرعد: ملك موكل بالسحاب يسوقها كما يسوق الراعي الإبل). وقال شهر بن حوشب: (هو ملك يزجر السحاب كما يزجر الراعي الإبل). والصواعق أيضا المهالك؛ وهي جمع صاعقة؛ والصاعقة والصامعة والمصعمة: كالهلاك. ومنه قيل: صعق الإنسان إذا غشي عليه؛ وصعق إذا مات.
قوله تعالى: { يجعلون أصبعهم في آذانهم من الصوعق حذر الموت }؛ أي مخافة الموت. وهو نصب على المصدر. وقيل: بنزع الخافض. وقرأ قتادة: (حذير الموت). قوله تعالى: { والله محيط بالكفرين }؛ أي عالم بهم؛ يدل عليه قوله تعالى:
وأن الله قد أحاط بكل شيء علما
[الطلاق: 12]. وقيل: معناه: والله مهلكهم وجامعهم في النار؛ دليله
أن يحاط بكم
[يوسف: 66] أي تهلكوا جميعا.
[2.20]
قوله عز وجل: { يكاد البرق يخطف أبصرهم }؛ أي يختلس أبصار المسافرين من شدة ضوئه؛ كذلك البيان من القرآن يكاد يذهب بأبصار المنافقين؛ فيأخذهم إلى الله لما قلبوا الدين. ومعنى { يكاد } أي يقرب من ذلك ولم يفعل. وقرأ ابن أبي إسحاق: (يخطف) بنصب الخاء وتشديد الطاء؛ أي يختطف؛ فأدغم. قوله تعالى: { كلما أضآء لهم مشوا فيه }؛ أي كلما أضاء البرق للمسافرين مشوا في ضوئه، { وإذآ أظلم عليهم قاموا } ، بقوا في ظلمة القبر. وفي مصحف عبدالله: (مضوا فيه).
قوله تعالى: { ولو شآء الله لذهب بسمعهم وأبصرهم }. أي لذهب بسمع المسافرين بالرعد وأبصارهم بالبرق؛ كذلك لو شاء الله لذهب بسمع المنافقين وأبصارهم بزجر القرآن ووعده ووعيده والبيان الذي فيه وجعلهم صما وعميا في الحقيقة عقوبة لهم. وقوله تعالى: { إن الله على كل شيء قدير }؛ أي من إذهاب السمع والبصر.
صفحه نامشخص