تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
ژانرها
{ ولقد استهزىء برسل من قبلك } تسلية له (ص) { فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون } يعنى احاط بهم العذاب الذى كانوا به يستهزؤن، او وبال القوى الذى كانوا بسببه يستهزؤن.
[6.11]
{ قل سيروا في الأرض } اى سيروا فى الارض الظاهرة باقدامكم وفى ارض القرآن وتواريخ الامم الماضية بابصاركم، وفى ارض العالم الصغير ببصائركم { ثم انظروا } اى تفكروا، وتخليل ثم لان التفكر هو ترتيب المقدمات والانتقال منها الى النتائج وبالسير يحصل المقدمات وبعد حصول المقدمات يمكن التفكر { كيف كان عاقبة المكذبين } بالرسل (ع) فى شأن أنفسهم او فى شأن اوصيائهم او عاقبة المكذبين بأوصيائهم.
[6.12]
{ قل } للمكذبين والمقترحين { لمن ما في السماوات والأرض } الزاما لهم على الاقرار حتى يتنبهوا ان ليس لهم الاقتراح على المالك وانه يفعل ما يشاء ويرسل من يشاء { قل } انت من قبلهم ولا تنتظر جوابهم فانه لا جواب لهم سواه { لله كتب على نفسه الرحمة } فبرحمته لا يهملكم ويرسل اليكم الرسل ويرغبكم فى طاعته ويحذركم من مخالفته ويمهلكم فى معصيته { ليجمعنكم } قرنا بعد قرن الجملة الاولى وهذه اما جزء مقول القول او استيناف من الله، ويحتمل ان يكون هذه مستأنفة والاولى مقولة القول، ويحتمل ان يكون هذه بدلا من الرحمة لجواز تعلق الكتب بالجملة { إلى يوم القيامة لا ريب فيه } قد مضى نظيره { الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون } مستأنف لاستدراك ما يتوهم من انه لا ينبغى لاحد ان يبقى على الكفر بعد وضوح الامر كأنه قال لكن الذين خسروا انفسهم لا يؤمنون، ودخول الفاء فى الخبر وتخلل الضمير للدلالة على السببية والحصر والتأكيد، وقيل موضع الذين نصب على الذم او رفع على الخبرية اى انتم الذين خسروا انفسهم.
[6.13]
{ وله ما سكن في الليل والنهار } هذا ايضا يحتمل كونه مقولا للقول ومستأنفا يعنى قل لهم بعد ما قلت ان له ما سكن فى الامكنة له ما سكن فى الازمنة، وسكن من السكنى او السكون، ولما كان التجدد والانطباق على الزمان من خواص الطبيعيات التى هى المتحيزات كان ما سكن فى الليل والنهار يعنى ما دخل تحت الزمان بعينه هو ما سكن فى السماوات والارض اى ما انطبق على المكان وان عمم السماوات والارض بين مطلق الارواح والاشباح فالليل والنهار يعمان، ولما كان مملوكية الاشياء له مهتما بها اكد الاول بالثانى بتغيير العبارة ليتمكن فى نفوسهم { وهو السميع العليم } لا سمع الا بسمعه ولا علم الا بعلمه.
[6.14]
{ قل أغير الله أتخذ وليا } بعد انه مالك الكل { فاطر السماوات والأرض } التوصيف به للاشعار بالعلة { وهو يطعم ولا يطعم } علة اخرى للحكم { قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم } لا يسبقنى احد فى ظاهر الاسلام ولا فى باطنه لانى امرت تكوينا وتكليفا ان اكون خاتم الرسل وسابق الكل { و } قيل لى { لا تكونن من المشركين } او هو عطف على { قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم }.
[6.15]
صفحه نامشخص