Tafsir al-Uthaymin: Ghafir
تفسير العثيمين: غافر
ناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٧ هـ
محل انتشار
المملكة العربية السعودية
ژانرها
ونحن لا نَعلَم صِفاتِ هؤلاء الذين يَحمِلون العَرش، لكن نَعلَم أنهم مَلائِكة، أمَّا كيف هم فإن ذلك مَوْقوف على ما جاء به السَّمْع.
﴿وَمَنْ حَوْلَهُ﴾ (من) مَعطوفة على ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ﴾ أي: والذين حولَه.
قال المفَسِّر ﵀: [﴿وَمَنْ حَوْلَهُ﴾ عَطْف عليه] على المُبتَدَأ؛ لأنَّ المفَسِّر قال: [مُبتَدَأ ﴿وَمَنْ حَوْلَهُ﴾ عَطْف عليه، أي: على المُبتَدَأ، وهو قوله: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ﴾.
قال المفَسِّر ﵀: [﴿يُسَبِّحُونَ﴾ خبَرُه] خبَرُ المُبتَدَأ وما عُطِف عليه، يَعنِي: حَمَلة العَرْش والذين حول العَرْش يُسبِّحون بحمد الله، والتَّسبيح تَنزيهُ الله ﷿ عمَّا لا يَليق به من نَقْص أو مُماثَلة للمَخلوقين.
والباء في قوله: ﴿بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ للمُلابَسة؛ أي: تسبيحًا مَمزوجًا بالحمْد، فهُمْ مُسبِّحون حامِدون. قال المفَسِّر ﵀: [أي: يَقولون: سُبحان الله وبحَمْده]، وقد بيَّن الله ﷿ أنَّ ذلك دائِم مُستَمِرٌّ، فقال تعالى: ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (١٩) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء: ١٩، ٢٠]، أمَّا ﴿فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (٣٨)﴾ [فصلت: ٣٨].
قال المفَسِّر ﵀: [﴿وَيُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ تعالى ببَصائرهم. أي: يُصدِّقون بوَحْدانيَّته، الإيمان في اللُّغة الإقرارُ بالشيء.
وأقول: بل الإقرار بالقَلْب واللِّسان وليس هو مجُرَّد التَّصديق فقط، قد لا يُعرَض على الإنسان شيء فيُؤمِن به، كما إذا شاهَد شيئًا بعَيْنه فإنَّه يُؤمِن به وإن لم يُعرَض عليه، والقول بأنَّه في اللغة التَّصديق. فيه نظَر؛ لأنَّ تَفسير الشيء بالشيء
1 / 88