220

Tafsir al-Uthaymeen: Surah

تفسير العثيمين: ص

ناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

محل انتشار

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرها

يسمع ﴿قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾ [الصافات: ٥١ - ٥٧] أي: من المحضرين في العذاب كما أنت محضر في العذاب.
١٤ - ومن فوائد هذه الآية: قصور عقل أهل النار حيث قالوا: ﴿كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (٦٢)﴾ لأنهم إذا لم يروهم الآن فهم إما إنهم ليسوا في النار، وإما إن هؤلاء قد زاغت أبصارهم، وقد صرحوا بذلك في قولهم: ﴿أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (٦٣)﴾ فيقال: إن الواقع أنكم الآن مقصرون إما في الدنيا وإما في الآخرة، إن كنتم اتخذتموهم سخريًا فهذا تقصير في الدنيا، وإن كانت أبصاركم زاغت عنهم فهذا قصور في الآخرة.
١٥ - ومن فوائد هذه الآيات: أن هذا الخصام الذي يقع بين أهل النار حق لقوله: ﴿إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ﴾ ويتفرع عن هذه الفائدة: أنه يجب على كل أحد أن لا يغتر بالسادة والمتبوعين، بل يكون همه نفسه.
ثم أمر الله رسوله محمدًا ﷺ يقول لكفار مكة: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ﴾ ﴿قُلْ﴾ لا شك أن الخطاب للرسول ﷺ، وأنه من الخطاب الخاصّ به، لأن الإنذار الذي هو إنذار الرسالة خاص بالرسول ﷺ، وقول المؤلف: [﴿قُلْ﴾ يا محمد لكفار مكة] وجه التخصيص أن هذه السورة مكية قبل أن يهاجر النبي ﷺ، فيكون الخطاب الموجه إليه بالإعلام بأنه منذر خاصّ بأهل مكة، ولكنه يقال: إن الأولى أن

1 / 225