Tafsir al-Uthaymeen: Surah
تفسير العثيمين: ص
ناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
محل انتشار
الرياض - المملكة العربية السعودية
ژانرها
قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (٤١)﴾. الخطاب لرسول الله ﷺ، ويجوز أن يكون موجهًا لكل من يتأتى خطابه من البشر، وقوله: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا﴾ أعاد الفعل ﴿وَاذْكُرْ﴾ مع أَنَّه في قصَّة سليمان لم يعده بل قال: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ﴾ [ص: ٣٠] ولم يقل: (اذكر). قال بعض العلماء: لأنَّ سليمان بن داود فقصتهما متقاربة، وكأنما هي قصَّة نبي واحد، أما أيوب فهو منفصل عنهما، ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ﴾ والمراد بالعبد هنا المتذلل لطاعة الله، وهذه العبودية من عبودية أخص الخاصة، لأنَّها عبودية الرسالة.
وقوله: ﴿أَيُّوبَ﴾: عطف بيان أو بدل من ﴿عَبْدَنَا﴾.
﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ﴾: إذ: متعلقة بـ ﴿وَاذْكُرْ﴾ ويجوز أن تتعلق بمحذوف حالًا من عبد، يعني في حال نداء ربه، ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ﴾ أي: دعاه بصوت مرتفع، لأنَّ النداء يكون بالصوت المرتفع، والمناجاة تكون بالصوت المنخفض، قال تعالى: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾ [مريم: ٥٢]، ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ﴾ [أي: بأني ﴿مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ﴾] قدَّر المؤلف الباء هنا لأن همزة (أن) مفتوحة، والقاعدة: أن همزة (أن) تكون مكسورة إذا جاءت بعد القول، كما في قوله تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ﴾ [مريم: ٣٠] ولكنها هنا مفتوحة، فقدر المؤلف الباء، لأنَّه إذا قدرنا الباء صارت تُسْبَك هي وما بعدها بمصدر، وإذا سبكت (أن) وما بعدها بمصدر، صارت مفتوحة الهمزة، كما قال ابن مالك:
وهَمْزَ إنَّ افْتَحْ لِسَدِّ مصدَرِ ... مَسَدَّها وفي سِوى ذاكَ اكْسِرِ
1 / 183