تفسير القرآن
تفسير القرآن
پژوهشگر
محمد باسل عيون السود
ناشر
منشورات محمد علي بيضون / دارالكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٣ هـ
محل انتشار
بيروت
ژانرها
تفسیر
السورة التي يذكر فيها العصر
[سورة العصر (١٠٣): الآيات ١ الى ٣]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (٣)
قوله تعالى: وَالْعَصْرِ [١] قيل: أي ورب الدهر. وقيل: أراد به والعصر.
إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ [٢] يعني أبا لهب خسر أيامه كلها.
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ [٣] يعني أدوا الفرائض كما فرضت عليهم.
وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ [٣] أي بالله ﷿.
وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ [٣] على أمره.
قيل: ما الصبر؟ قال: لا عمل أفضل من الصبر، ولا ثواب أكبر من ثواب الصبر ولا زاد إلا التقوى، ولا تقوى إلا بالصبر، ولا معين على الصبر لله إلا الله ﷿ «١» .
قيل: الصبر من الأعمال؟ قال: نعم الصبر من العمل بمنزلة الرأس من الجسد، لا يصلح أحدهما إلا بصاحبه.
قيل: ما أجل الصبر؟ قال: أجله انتظار الفرج من الحق.
قيل: فما أصل الصبر؟ قال: مجاهدة النفس على إقامة الطاعات وأدائها بأحكامها وحدودها ومكابدتها على اجتناب المعاصي صغيرها وكبيرها.
قيل: والناس في الصبر كيف هم؟ قال: الناس في الصبر صنفان: فصنف يصبرون للدنيا حتى ينالوا منها ما تشتهي أنفسهم، فهو الصبر المذموم، وصنف يصبرون للآخرة طلبًا لثواب الآخرة وخوفًا من عذابها.
قيل: فالصبر للآخرة هو على نوع واحد أو على أنواع؟ قال: الصبر للآخرة له أربع مقامات:
فثلاث منها فرض، والرابع فضيلة: صبر على طاعة الله ﷿ وصبر على معصيته وصبر على المصائب من عنده «٢» . أو قال: صبر على أمر الله ﷿، وصبر على نهيه، وصبر على أفعال الله ﷿، فهذه ثلاث مقامات منه، وهي فرض، والمقام الرابع فضيلة وهو الصبر على أفعال المخلوقين. قال الله تعالى: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ [النحل: ١٢٦] الآية، كم بالمثل وفضل الصبر، ثم قال: وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل: ١٢٧] ولا يعين عليه إلا هو.
ولقد لحق رجل بأويس القرني ﵀ فسمعه يقول: اللهم إني أعتذر إليك اليوم من كل كبد جائعة وبدن عاري، فإنه ليس في بيتي من الطعام إلا ما في بطني، وليس شيء من الدنيا إلا ما على ظهري. قال: وعلى ظهره خريقة قد تردى بها «٣» .
(١) الحلية ١٠/ ١٩٨ وطبقات الصوفية ١/ ١٧١ وسير أعلام النبلاء ١٣/ ٣٣١. (٢) قوت القلوب ١/ ٣٣١، ٣٥١- ٣٥٢، وهو قول الحسن البصري. (٣) شعب الإيمان ١/ ٥٢٤ وصفوة الصفوة ٣/ ٥٣- ٥٤ والحلية ٢/ ٨٧ وسير أعلام النبلاء ٤/ ٣٠.
1 / 204