21
قوله : { يا أيها الناس اعبدوا ربكم } أي لا تشركوا به شيئا { الذي خلقكم والذين من قبلكم } أي وخلق الذين من قبلكم { لعلكم تتقون } أي لكي تتقوا .
قوله : { الذي جعل لكم الأرض فراشا } فرشكموها ثم جعلكم عليها . وهو مثل قوله : { بساطا } [ نوح : 19 ] و { مهدا } [ طه : 53 ، والزخرف : 10 ] قال : { والسماء بناء } . ذكروا عن الحسن أن الرسول A « قال يوما لأصحابه : ما تسمون هذه؟ أو قال : هذا ، يعني السماء » قالوا : السماء . قال : « هذا الرقيع ، موج مكفوف . غلظها مسيرة خمسمائة عام ، وبينها وبين السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام . وبينها وبين السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام . وبينها وبين السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام . وبينها وبين السماء الخامسة مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام . وبينها وبين السماء السادسة مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام . وبينها وبين السماء السابعة مسيرة خمسمائة عام ، وغلظها مسيرة خمسمائة عام . وبين السماء السابعة وبين العرش كما بين سماءين . وغلظ هذه الأرض مسيرة خمسمائة عام . وبينها وبين الثانية مسيرة خمسمائة عام وغلظها مسيرة خمسمائة عام . وبينها وبين الثالثة مسيرة خمسمائة عام ، وبين الرابعة إلى الخامسة مثل ذلك وبين الخامسة إلى السادسة مثل ذلك . وبين السادسة إلى السابعة مثل ذلك » .
ذكروا أن رسول الله A [ بينما كان ] في مسير له في يوم شديد الحر ، إذ نزل منزلا فجعل رجل ينتعل ثوبه من شدة الحر ، فقال رسول الله A : « إني أراكم تجزعون من حر الشمس وبينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام ، فوالذي نفسي بيده لو أن بابا من أبواب جهنم فتح بالمشرق ورجل بالمغرب لغلا منه دماغه حتى يسيل من منخريه » .
قوله : { وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا } يعني أعدالا ، تعدلونهم بالله وتعبدونهم ، وهو الله لا شريك له . { وأنتم تعلمون } أنه خلقكم وخلق السماوات والأرض وأنه رازقكم؛ كقوله : { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } [ الزخرف : 87 ] ، وكقوله : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم } [ الزخرف : 9 ] . وقال في آية أخرى : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله } [ العنكبوت : 61 ] .
صفحه ۱۳