تفسیر صدر المتألهین
تفسير صدر المتألهين
ژانرها
ظل ذو ثلاث شعب، غير ظليل ولا يغنيها من اللهب بل هو الذي يقودها الى لهب الشهوات، ويضرم فيها نار النفس الحيوانية.
فالإنسان الكامل السالك الى الله، المهتدي بنوره، يعجل بقيامته بإطفاء نار جحيمه بنور ايمانه ونار توبته في الموطن الذي ينفعه لقيامته، ويقبل منه توبته، وهو موطن الدنيا، فإن بعد قيامه الدار الأخرى، لا ينفع فيها عمل، إذ لا تكليف فيها بعمل. لأنها موطن الجزاء.
والصراط قد علمت أنه صراطان: صراط الوجود، وصراط الايمان والتوحيد، فالمشرك لا قدم له على صراط الوجود، والمعطل لا قدم له على صراط الوجود أيضا.
ومن أشرك بالله فهو من الموقف الى النار مع المعطلة، ومن أهل النار الذين هم أهلها، إلا المنافقين، فلا بد لهم أن ينظروا الى الجنة وما فيها من النعيم، فيطمعون على حسب داعيتهم وشوقهم الى الكمال، فذلك نصيبهم من نعيم أهل الجنان، ثم يصرفون الى النار. وهذا من عدل الله فيهم فقوبلوا بأعمالهم.
وأما الموحد، فلا يخلد في النار، إنما يمسك ويسأل ويعذب على الصراط، والصراط على متن جهنم كما مر غائب فيها الكلاليب التي فيها، يمسكهم الله عليه.
ولما كان الصراط في النار، وما ثم طريق الى الجنة إلا عليه، قال تعالى:
وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا
[مريم:71- 72] ومن عرف معنى هذا القول عرف أن مكان النار ما هو.
تصوير ايماني
قد ورد في صفة الصراط: أنه أدق من الشعر وأحد من السيف. وكذا علم حقيقة الايمان والتوحيد، والعمل بالأركان والتجريد، ولا تزال في كل ركعة من الصلاة تقول: { أهدنا الصراط المستقيم }. فلأمر ما أوجب الله عليك ذلك، فأعظم الأمور وأجلها منفعة لك، تحقيق هذا الصراط وعرفانه، فإنه أدق من الشعر وأحد من السيف، فظهوره في الدنيا ظهور عقلي، وفي الآخرة ظهور حسي أبين وأوضح من ظهوره في الدنيا، إلا لمن دعى الى الله على بصيرة كما قال تعالى:
صفحه نامشخص