290

تفسیر صدر المتألهین

تفسير صدر المتألهين

ژانرها

[الزخرف:77].

اخسئوا فيها ولا تكلمون

[المؤمنون:108]. فلما مرت عليهم السنون والأحقاب، واعتادوا بالنيران ونسوا نعيم الرضوان، قالوا:

سوآء علينآ أجزعنآ أم صبرنا ما لنا من محيص

[إبراهيم:21] فعند ذلك تعلقت الرحمة بهم ورفع عنهم العذاب.

مع أن العذاب بالنسبة الى العارف الذي دخل فيها بسبب الأعمال التي تناسبها، عذب من وجه، وإن كان عذابا من آخر كما قيل: وتعذيبكم عذب - البيت.

لأنه يشاهد المعذب في تعذيبه، فيصير التعذيب سببا لشهود الحق، وهو أعلى ما يمكن من النعيم حينئذ في حقه.

وبالنسبة الى المحجوبين الغافلين عن اللذات الحقيقة أيضا، عذب من وجه، كما جاء في الحديث: إن بعض أهل النار يتلاعبون فيها بالنار. والملاعبة لا تنفك عن التلذذ وإن كان معذبا، لعدم وجدانه ما آمن به من جنة الأعمال التي هي الحور والقصور.

وبالنسبة الى قوم يطلب استعدادهم البعد من الحق والقرب من النار - وهو المعني بجهنم - أيضا عذب وإن كان في نفس الأمر عذابا، كما يشاهد ها هنا ممن تقطع سواعدهم وترمى أنفسهم من القلاع مثل بعض الملاحدة.

وقد شاهدت رجلا سمر في أصول أصابع إحدى يديه خمسة مسامير، غلظ كل مسمار مثل غلظ القلم، واجتهد المسمر ليخرجه من يده فما رضي بذلك، وكان يفتخر به وبقي على حاله الى أن استدركه الأجل.

صفحه نامشخص