477

تفسير السلمي

تفسير السلمي

ویرایشگر

سيد عمران

ناشر

دار الكتب العلمية

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

1421هـ - 2001م

محل انتشار

لبنان/ بيروت

قال الواسطي رحمه الله : لا دنيا به ، ولا آخر به جذبها الحق إلى قربه ، وأكرمها | بضيائه ^ ( يكاد زيتها يضيء ) ^ يكاد ضياء روحها يتوقد ،

﴿ولو لم تمسسه نار

أي ولو لم | يدعه نبي ، ولا يسمعه كتاب ،

﴿نور على نور

نور الهداية وافق نور الروح ،

﴿يهدي الله لنوره من يشاء

لا باجتهاد المجتهدين ، وطلب الطالبين وهرب الهاربين .

قال الجنيد رحمة الله تعالى في قوله :

﴿الله نور السماوات والأرض

قال هو منور | قلوب الملائكة حتى سبحوه ، وقدسوه ، ومنور قلوب الرسل حتى عرفوا حقيقة المعرفة ، | وعبدوه حقيقة العبودية ، وكذلك المؤمنون فقال : أنا منور قلوبكم بالهداية ، والمعرفة .

وقال الجنيد رحمه الله في قوله :

﴿لا شرقية ولا غربية

لا هي مائلة إلى الدنيا ، ولا | راغبة في الآخرة ، فانية الحظ من الأكوان .

قال الواسطي رحمه الله في قوله

﴿الله نور السماوات والأرض

قال : ك هاد .

قال بعضهم : منور قلوبهم بنور الإيمان مثل القلوب كمشكاة فجعل سويداء قلبه | كزجاجة ، لا يدخلها شيء وقاه من الضلالة والردى مصانة بالتسديد والهدى فهو منورها | بهدايته وموفقها لطاعته .

قال أبو علي الجوزجاني :

﴿الله نور السماوات والأرض

بدأ بنوره والنور البيان | فالله نور السموات ، ومن نوره اليقين سراج مضى في قلب المؤمن كما قال الله :

﴿مثل نوره

يعني في قلب المؤمن لأن قلب المؤمن منور بالإيمان ، فنور قلبه من نور الله بيانا | مبينا . فهو ينظر بنور ربه إلى جميع ملكه ، فيرى فيها بدائع صنعه ، ويرى بنور المعرفة | قدرة الله وسلطانه ، وأمره ، وملكه فيفتح له بذلك النور علم ما في السموات السبع ، | وما في الأرضين علما يقينا . فيخضع له الملك ، ومن فيه ، فيجيبه كل شيء على ما يحبه | ويهدي مثل ذلك النور كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجة فنفس المؤمن بيت ، | وقلبه مثل قنديل ، ومعرفته مثل السراج وفوه مثل الكوة ، ولسانه مثل باب الكوة ، | والقنديل معلق بباب الكوة ، إذا افتتح اللسان بما في القلب من الذكر استضاء المصباح | من كوته إلى العرش ، والزجاجة من التوفيق ، وفتائلها من الزهد ، ودهنها من الرضا | وعلائقها من العقل وهو قوله

﴿نور على نور

.

قوله تعالى وتقدس : ^ ( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ) ^ [ الآية : 35 ] .

يكاد يزهر من قلب المؤمن على لسانه إذا ذكر الله ما بين المشرق والمغرب . |

صفحه ۴۶