5157 (1) في الأصل : الخياط ! تحريف ، صوابه الحناط ، وقد تقدمت ترجمته.
22 غنى ، والبلاء من الله نعمة ، والمنع من الله عطاء ، والوحدة مع الله أنسا والذل عزا ، والجفوة مودة ، والمباهاة نجاة ، والإياس غفلة ، والطاعة حرفة ، والتوكل معاشا ، والله عز وجل لكل شدة عدة قال : ثم مكث بعد ذلك شهرا لا يكلمني ، فقلت له : يرحمك الله، ني أريد الزجوع إلى بلدي ، فمان رأيت أن تزيدني في الموعظة ؛ فقال لي وما كفاك ما سمعت ؟ قلث : يرحمك الله ، إني رجل مبتدي ، لا علم معي ؛ قال : هكذا ؟ قلت : نعم ، قال : فاعلم أن الزاهد في الدنيا قوته .
جد ، ومسكنه حيث أدرك ، ولباسه ما ستر ، والخلوة مع مجلسه القران حديثه، والله عز وجل أنيسه ، [169ب] والذكر رفيقه ، والصمت جنته ، والخوف سجيته ، والشوق مطيته ، والنصيحة نهمته ، والاعتبار فكرته ، والصبر وسادته ، والتراب فراشه ، والصديقون إخوانه ، والحكمة كلامه ، والعقل دليله ، والحلم خليله ، والتوكل كسبه ، والجوع إدامه، البكاء دأبه ، وخلوته منزله ، والله تعالى عونه قال : قلت : يرحمك الله ، فمتى يتبين للعبد الزيادة من النقصان في هذا المكان؟ قال : بمحاسبة النفوس ، والمناقشة ؛ وحسبك الآن حسبك 157 5 وقال محمد بن الحسين الآجري : فان قال قائل : فهذه صفة من أمكنه لزوم البيت، فمن لم يمكنه ذلك ، ولم يجد بدا من مخالطة الناس مطلب معاشه ، فماذا يصنع حتى يسلم؟ قيل له : إذا كان كما ذكرت ، اعتقد قلبه لطلب المعاش مما لا بد له منه ، وما يستغني به عن الناس بطلب لاكتساب لما يكفيه ، ويترك ما يطغيه ، قليل الخوض فيما لا يعنيه ، 2 يستعيذ بالله من فتنة الناس ، مقبل على شأنه ، وحافظ للسانه ، صابر علث لأذى ، ماقت للمراء ، معتزل بقلبه ، محافظ لهم بجسمه ، حافظ لجوارحه ، خائف من شر نفسه ، مجاهد للشيطان ، معتصم بالله من الأنام ، متوكل على الرحمن ؛ فمن كان كذلك سلم من مخالطة الناس إن شاء الله تعالى ، والله الموفق لذلك .
وقد رويت أخبار[170 ا] تدل على ما قلت 1575 5 عن ابن عمر رضي الله عنه ، عن النبي صلعلم قال : «المسلم الذي يخالط الناس ، ويصبر على أذاهم ، أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على ذاهم» 157 5 وكان عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لا يجالس الناس ، فينزل مقبرة من المقابر ، وكان لا يرى إلا وفي ده كتاب يقرأ ؛ فسئل عن ذلك ، فقال : لم أر أوعظ من قبر ، ولا أنس من كتاب ، ولا أسلم من الوحدة 15717 5 وقالت عائشة رضي الله عنها : أول ما بدأ رسول الله صعلم في الوحي الرؤيا الصادقة 1578 5 وقالت : وحبب إلى رسول الله صعلم الخلاء ، فكان يمكث الأيام في غار حر (« يتعبد ، حتى جاءه الوحي 51575 الحديث في : الأدب المفرد 140 رقم (388) وسنن الترمذي 278/4 رقم (2507) وسنن ابن ماجة 1338/2 رقم (4٠32) ومسند أحمد 43/2 .
51576 ربيع الأبرار 177/2 ، والعقد الفريد 210/2 ، والمحاسن والمساوي 17/1 ، والمحاسن الأضداد ٠ 1570 5 وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صعلم ا3ترج عليهم وهم جلوس ، فقال : «ألا آخبركم بخير الناس منزلا2 » قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : «رجل أخذ برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل ؛ وأخبرك الذي يليه؟» قلنا : نعم يا رسول الله ، قال : « رجل معتزل في شعب يقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويعتزل شرور الناس » 158 5 وقال أبو بكر الأجري : وفيما كتب أبو بكر أحمد بن عمران القشيري خطه ، قال : قال أحمد بن أبي الحواري : دخلت على أبي سليمان لداراني ، فوجدته [170ب] يبكي ، فقلت : ما يبكيك يرحمك الله؟ فقال كلام ذكرته من بعض المتعبدين ؛ قلت : حدثني به ؛ قال : نعم ، بينا أنا في جبال بيت المقدس ، إذا أنا برجل على رأس جبل ، فصعدت إليه، فياذا مو ساجد ، فسمعته يقول في سجوده : إليك حنث قلوب العارفين وعليك عكفت رهبة الخائفين ، وبك استجارت أفئدة القاصدين ؛ فيا ولي لمؤمنين ، ويا أمل الراجين ، ويا أرحم الراحمين ، ارحم عبدك عند بعثرة القبور ، وكشف الأمور ، وهتك الستور .
قال : فجلست إلن أن فرغ من كلامه ، ثم قمت إليه ، فسلمت عليه ، م رد علي السلام ، فقلت : أجني أم إنسي؟ فقال : بل إنسي مذنب هرب بذنبه إلى ربه عز وجل ، يسأله التوبة منها ، والعصمة أن لا يعود إلى مثلها ؛ فقلت : ويحي ،وهذا أنت أنت ، فكيف بعمال الذنوب ، وألأف العيوب؟ فقال : إليك عني يا أحمد ، فإني ما رأيت أنقذ للغريق من الدعاء ، ولا أبلغ في صلاح القلوب من التجافي عن حب الدنيا . ثم قال : 51574 الحديث في : بهجة المجالس 669/1 .
42 اعلم أن قول المرء : اليوم دواء ، وغدا لا دواء له ؛ فبادروا التفريط الندم ، وكابدوا التسويف بالعزم على العمل ، فإنما نحن وأنتم أوقات مجموعة ، كلما انقضى وقت انقضى بعض من بعض ؛ فقلت : ما الذي وحشك من الخليقة ، وأسكنك هذه الجبال والأودية؟ قال : أفلا تستوحش من يأنس بالمعصية ، وهرب [171أ] من الطاعة ، وركض في ميدان لغفلة؟ فمتى يستفيق هذا من وسنه، أو يخلع ربق الغم من عنقه؟ فمن كانت هذه صفته هيهات هيهات ، ثم قال : أنصح النصحاء لك ، من أمرك الدلجة ، وبصرك بالمحجة ،ووافقك على أمرك على الحجة ، ولم يزين لك التسويف بالأمر باليوم وغلو ، وأن يكون وحتى وعسى 158 5 وعن هرم بن حيان العجلي ، قال : قدمت الكوفة فلم يكن لي هم إل أويس القرني أطلبه وأسأل عنه ، حتى سقطت عليه جالسا وحده على شاط لفرات نصف النهار يتوضأ ، ويستخرج يغسل ثوبه ؛ فعرفته بالنعت الذي وصف لي ، فاذا رجل لحيم آدم شديد الأدمة ، أشعر محلوق الرأس ، كث اللحية ، عليه إزار من صوف ، وبردة من صوف ، بغير حذاء ، مهيب لمنظر جدا ، فسلمت عليه فرد علي ، ونظر ألي ، فقلت : حياك الله من رجل ؛ ومددت إليه يدي لأصافحه ، فأبين أن يصافحني ، فقال : وأنت حياك الله ، فقلت : رحمك الله يا أويس وغفر لك ، كيف أنت يرحمك الله موخنقتني العبرة من حبي اياه ورقتي له ، إذ رأيت من حاله ما رأيت حتى 51581 حلية الأولياء 2/ 84 ، وسير أعلام النبلاء 28/4 ، وعقلاء المجانين 95 ، والمتحابين في لفه 85 .
قال الإمام الذهبي في السير قبل سرد الخبر : وهذا سياق منكر ، ولعله موضوع.
426 كيت وبكى ؛ ثم قال : وأنت فيرحمك الله يا هرم بن حيان ، كيف أنت أي أخي؟ من دلك علي؟ فقلت : الله ، فقال : لا إله إلا الله ( سبحن رينا إن كان عد رينا لمفعولا) [الإسراء : 1٠8] قال : فسماني وعرفني [171ب] ولا والله ما رأيته قط ، و لا رآني قال : قلت له : من أين عرفتني وعرفت اسمي واسم أبي؟ والله ما رأيتك قبل اليوم3 قال (نبأني العليم الخبير ) [التحريم : 3] ثم قال : عرفت روحي وحك حيث كلمت نفسي نفسك ، إن الأرواح لها أنفس كأنفس الأحياء وإن المؤمنين يعرف بعضهم بعضا ، والمؤمنون مجتمعون وإن لم يلتقوا يتعارفوا ويتكلموا وإن نأت بهم الديار ، وتفرقت بهم المنازل قلت : حدثني عن رسول الله صلم حديثا أحفظ عنك ، قال : إني لم درك رسول الله صلم، ولم يكن لي معه صحبة ، ولكني قد رأيت رجالا قد (أوه ، وقد بلغني من حديثه كبعض ما بلغكم ، ولست أحب أن أكون محدثا ، أو قاصا ، أو مفتيا ، في النفس شغل غير هذا يا هرم بن حيان ؛ للت : إني أحث أن تتلو علي آيات مت كتاب الله عز وجل ، وأوصني بوصية أحفظها عنك ، قال : فأخذ بيدي على شاطى الفرات ، ثم قال : أعوذ بالله ن الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، فشهق شهقة ، ثم بكى ، نم قال : ربي وأحق القول قول ربي ، وأحسن الحديث حديثه ، وأحسن لكلام كلامه ( وماخلقنا السموت والأرض وما بينهماللعبيت) الآية [الدخان : 38] ثم شهق شهقة ، ثم سكت ، فنظرت إليه وأنا أحسب أنه قد غشي عليه ، نمر قال : يا هرم بن حيان ، مات أبوك ، وتوشك أن تموت ، ومات أبو حيان ، فإما إلى جنة وإما إلى نار ، ومات آدم ، وماتت حواء 27 172أ] ومات نوح ، وإبراهيم خليل الرحمن ، ومات موسى نجي الرحلمن ، ومات داود خليفة الرحمن ، ومات محمد صلم، ومات أبو بكر خليفة المسلمين ،ومات أخي وصفيي وصديقي عمر بن الخطاب ؛ ثم قال : يا عمراه ، رحم الله عمر .
قال : وعمر يومئذ حي ، وذلك في آخر خلافته ، قلت : يرحمك الله، إن عمر لم يمت ؛ قال : بلى ، إن ربي عز وجل قد نعاه إلي إن كنت تفهم وأنا وأنت في الموتى ، وكان قد قرأثم صلى على النبي صلم ، ودعا بدعوات حفيات ، ثم قال : هذه وصيتي إليك يا هرم بن حيان ، كتاب الله عز وجل ، وبقايا الصالحين من المسلمين ، نعيت نفسي ونفسك ، فعليك إذا رجعت إليهم ، وانصح لأهل ملتك جميعا ، واكدح لنفسك ، وإياك أن تفارق الجماعة ، فتفارق دينك وأنت لا تعلم ، فتدخل النار يوم القيامة يا تم بن حيان .
صفحه نامشخص