فأنتم بحمد الله قائمون في وجه هؤلاء ايضا تنصرون الله ورسوله وتذبون عن دينه، وتعملون على إصلاح ما أفسدوا وعلى تقويم ما عوجوا فإن هؤلاء ممحوا رسم الدين ، وقلعوا أثره، فلا يقال : أفسدوا ولا عوجوا بل بالغوا في هدم الدين ومحو أثره ولا قربة أفضل عند الله من القيام بجهاد هؤلاء بمهما أمكن، وتبيين مذاهبهم للخاص والعام وكذلك جهاد كل من ألحد في دين الله وزاغ عن حدوده وشريعته ، كائنا في ذلك ما كان من فتنة وقول ، كما قيل
إذا رضي الحبيب فلا ابالي
أقام الحي أم جد الرحيل
وبالله المستعان
وكذلك أنتم بحمد الله قائمون بجهاد الأمراء والأجناد تصلحون ما أفسدوا من المظالم والإجحافات ، وسوء السيرة الناشئة عن الجهل بدين الله ، بما أمكن، وذلك لبعد العهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن اليوم له سبع مئة سنة، فأنتم بحمد الله تجددون ما دثر من ذلك ودثر.
صفحه ۳۶