ليتعلمه ويقرؤه فقد أشركه مع نبيه عليه السلام في علمه في قوله تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم}. وإن كان لم يشركه معه في جهة الإيتاء والتعليم فإن لم يعظم المنعم عليه هذه النعمة فهو من أجهل الجاهلين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ ربع القرآن فقد أوتي ربع النبوة, ومن قرأ ثلث القرآن فقد أوتي ثلث النبوة, ومن قرأ ثلثي القرآن فقد أوتي ثلثي النبوة, ومن قرأ القرآن كله فقد أوتي جميع النبوة غير أنه لا يوحى إليه)) ويحتمل أن يكون معنى أوتي جميع النبوة أي جمع في صدره جميع ما أنزل الله على نبيه ولكنه لا يوحي إليه.
قال المؤلف رضي الله تعالى عنه: ويختلف القول فيه بين العامل به وبين من لا يعمل به كما دل عليه حديث هذا الباب, والباب بعد هذا مع قوله عليه السلام: ((تعلموا القرآن فإذا علمتوه فلا تأكلوا به ولا تستكثروا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه)) وهذا قريب من معنى قوله عليه السلام: ((فأحلوا حلاله وحرموا حرامه)) وروى سفيان الثوري عن واصل عن إبراهيم قال: قالت امرأة لعيسى عليه السلام: طوبى لبطن حملك, ولثدي أرضعك. قال: لمن قرأ القرآن ثم اتبع ما فيه. وروى من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعته يقول: ((ثلاثة يوم القيامة على كثبان المسك لا يحزنهم الفزع الأكبر, رجل قرأ القرآن محتسبا وأم به قوما محتسبا, ورجل أذن محتسبا , ورجل أدى حق الله وحق مواليه)).
الباب العاشر في مثل من قرأ القرآن, ومثل من قرأه وعمل به
صفحه ۶۶