وقال أبو هريرة رضي الله عنه: خير بني آدم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وهم أولو العزم من الرسل، وهذا نص ابن عباس وأبي هريرة في التعيين، ومعلوم أن من أرسل أفضل ممن لم يرسل، فإن من أرسل فضل غيره بالرسالة واستووا في النبوة، إلى ما يلقاه الرسل من تكذيب أممهم وقتلهم إياهم وإخراجهم من ديارهم. وقال ابن عباس رضي الله عنه والشعبي ومجاهد في قوله تعالى: {ورفع بعضهم درجات} هو محمد صلى الله عليه وسلم . قال صلى الله عليه وسلم : ((بعثت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض مسجدا طهورا ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم وأعطيت الشفاعة)).
ومن ذلك القرآن العظيم الذي أعجز الأولين والآخرين، فلم يقدروا على أن يأتوا بمثله وبقي معجزة غابر الدهر بخلاف معجزات الأنبياء عليهم السلام فإنها انقرضت بانقراضهم.
ومنها انشقاق القمر، وتكليمه الشجر، وإطعامه الخلق العظيم من تميزات، ودرور شاة أم معبد بعد جفاف، ونبع الماء من بين أصابعه، إلى غير ذلك، من المعجزات التي لم يعطها نبي ولم يسمع بنبي نبع الماء من بين أصابعه إلا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
صفحه ۴۶