وأما النبوة في نفسها فلا تتفاضل إذ هي خصلة واحدة لا تفاضل فيها وإنما التفاضل بأمور أخر زائدة عليها، وهذا القول أحسن ما قيل في هذا والله أعلم وأنه جمع بين الآي والأحاديث من غير نسخ على ما قررناه في كتاب جامع أحكام القرآن من سورة البقرة، والقول بتفضيل بعضهم على بعض إنما هو بما منح من الفضائل، وأعطي من الوسائل. وقد أشار ابن عباس إلى هذا فقال: إن الله تعالى فضل محمدا على الأنبياء وعلى أهل السماء فقالوا: يا ابن عباس بم فضله على أهل السماء قال: إن الله تعالى قال: {ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين} وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم : {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} قالوا: فما فضله على الأنبياء؟ قال: قال الله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم : {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا} فأرسله إلى الجن والإنس، ذكره الدارمي أبو محمد في مسنده، والقاضي عياض في كتاب الشفاء له.
صفحه ۴۵