أحبكم بكل جوارحي ... فهل لكم علم بما لكم عندي
وتجزون بالود المضاعف مثله فأن الكريم من جزى الود بالود فقالت أحسن منه، وغنت:
للذى ودنا المودة بالضعف ... وفضل البادي به لايجازى
لو بدا مابنا لكم ملا الارض وأقطار شاملها والحجازا فعجب القوم من سرعته مع شغل قلبه، ومن ذهنها وحسن جوابها. فازداد بها كلفًا، وصرح بما في قلبه، وقال:
أنت عذر الفتى اذا هتك الستر ... وان كان يوسف المعصوما
من يلم في هواك يقصر عن اللوم واما رأك كان الملوما وبلغ عمر بن عبد العزيز، وهو على المدينة، فاشتراها بعشر حدائق، ووهبها له بما يصلحها، فمكثت عنده حولًا ثم ماتت، فرثها فقال:
قد تمنيت جنة الخلد بالجهد ... فأدخلتها بلا استهلال
ثم أخرجت اذ تطعمت بالنعمة ... منها والموت أحمد حال
فكرر هذا الشعر مرارًا، وقضى فدفنا معًا، فقال أشعب:
هذا سيد شهداء الهوى، انحروا على قبره سبعين نحرة،
كما كبر رسول الله ﷺ على حمزة سبعين
1 / 130