(¬9) 1 ب : معيبهم - [نماذج من حياة السابقين في التخلص من التبعة بخبر الواحد أو الاثنين بسكون القلب ]
ويدل على ما قلنا : ما وجدنا عليه الفقهاء من استعمالهم الأحرار ، وطلب الحل ممن يجب عليهم له حق أو تبعة يتخلص إليه منها بالثقة الواحد والاثنين , وغير الثقة عند الحاجة إلى ذلك .
- [ أولا : عن الفضل بن الحواري ] (¬1)
فمن (¬2) ذلك ما أخبرني به الشيخ أبو مالك أن الفضل ابن الحواري : كان عليه لامرأة حق , وقد (¬3) تعذر عليه الوصول إليها , ورغب في التخلص (¬4) إليها منه , وكان معه ولد له غير مرضي عنده , فدفع إليه الحق الذي لها ، وأمره بأن يسلمه إليها , وقعد هو على باب دار (¬5) المرأة , فدخل الابن بقدر ما رجى (¬6) أن يكون قد وصل إليها , ودفع الحق إليها ، ورجع فأخبره (¬7) أنه قد فعل ما أمره فصدقه , وسكن قلبه أنه قد أدى الرسالة وانصرف .
ولعمري إن الريب لا يوجب مع مثل (¬8) هذا الوصف , وهذا يدل على جواز استعمال ما تسكن إليه النفس
, وإن (¬9) كان قد تقدم اليقين بفرضه (¬10) ، فقد زال (¬11) فرضه عند الفقهاء بمثله , وهو سكون القلب .
¬__________
(¬1) 2 هو الشيخ أبو محمد الفضل بن الحواري الازكوي ، من بني سامه بن لؤي بن غالب ، من اشهر علماء عمان في القرن الثالث الهجري ، يروى انه والشيخ عزان بن الصقر كالعينين في جبين واحد في العلم والفضل إلا أن الشيخ عزان مات قبل الفتنة وأما الفضل فقد أدرك الفتنة وخرج على الإمام عزان بن تميم وبايع الحواري بن عبد الله الحداني بينقل فقتل هو وإمامه في وقعة القاع بصحار في 26 من شوال 278 ه ، من آثاره العلمية : كتاب الجامع المسمى " جامع الفضل بن الحواري " [ سيف البطاشي ؛ إتحاف الأعيان 1/258- 263 ]
(¬2) 3 ب : من
(¬3) 4 ب : وكان
(¬4) 5 ب : التخليص
(¬5) 6 ب : بيت
(¬6) 7 ب : جاز
(¬7) 8 ب : واخبره
(¬8) 9 - ب
(¬9) 1 ب : فان
(¬10) 2 ب : بفريضة
(¬11) 3 ب : نال - [ ثانيا : عن أبي محمد الحواري بن عثمان ] (¬1)
صفحه ۴۸