من زليخا مجلس [ذوي] الفجور، وموسى إلى أنه قتل نفسا ظلما، وداود [إلى] أنه عشق امرأة أوريا [بن حنان] وحمله عشقها إلى (١) أن قتل زوجها وتزوجها، ويونس [إلى] أنه غضب على الله تعالى، ويقولون في سيدنا محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين في تزويجه بامرأة زيد بن حارثة، وفي غير ذلك من الأقوال القبيحة المفتعلة ما لا ينطلق لمؤمن بذكره لسان، ولا يثبت لمسلم عند سماعه جنان، ولا يطلقه عاقل [عليه]، ولا يجيزه منه إلا [كل] كافر جاهل.
فإذا قيل لهم: إن جميع الأخبار الواردة في ذلك باطلة، وسائر الآيات التي تظنون أنها تقتضيه متأولة، وقد شهدت العقول بعصمة الأنبياء (عليهم السلام)، ودل القرآن على فضلهم وتميزهم عن الأنام، فوجب أن تتأول الأقوال بما يوافق مقتضى الاستدلال، قالوا إذا سمعوا هذا الكلام: هذا ضلال وترفض، وهو فتح باب التزندق، فياليت شعري كيف صار الهتف بالأنبياء بالباطل إسلاما وسترا، والطعن على بعض الصحابة بالحق ضلالا وكفرا؟ وكيف صار (٢) القادح في الأفاضل المصطفين ثبتا صديقا، ومن قدح في أحد قوم غير معصومين رافضيا زنديقا؟ ألم يسمعوا قول الله تعالى في أنبيائه صلوات الله عليهم: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/0/32" target="_blank" title="سورة الدخان: 32">﴿ولقد اخترناهم على علم على العالمين﴾</a> (٣)، وقوله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن- الكريم/0/47" target="_blank" title="سورة ص: 47">﴿وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار﴾</a> (4)، وقوله سبحانه وتعالى لأصحاب نبيه (صلى الله عليه وآله) (5): (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله
صفحه ۸۴