[له]: أنت خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويؤخرون من قد عرفوا فائض فضله وكماله، وعظم علمه (1)، وتقدم سبقه في جهاده ونصرته، وحسن أثره، وشريف أهله (2)، ومشتهر زهده، وباهر آياته، وبديع بيناته، ومن هو قيم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخوه، بل القائم مقام نفسه، حسب ما شهد به كتاب الله تعالى، ومن هو أحب الخلق إلى الله تعالى، ومن افتقرت إليه الكافة ولم يفتقر [هو] إلى أحد من الأمة، فيجعل هذا رعية مؤخرا تابعا للناقص في خلال الخير كلها!
إن هذا رأي عجيب، واختيار طريف (3)، وفيه تقول فاطمة البتول، ابنة السيد الرسول (صلى الله عليه وآله): " وإن تعجب (4) فقد أعجبك الحادث، في أي طريق سلكوا؟ وبأي عروة تمسكوا؟ استبدلوا والله الذنابي بالقوادم (5)، والعجز بالكاهل، فقبحا لقوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ألا إنهم هم الأخسرون ولكن لا يعلمون " (6).
ومن العجب: أن يجتمعوا في السقيفة (7) لطلب الخلافة فتحتج الأنصار بأنها [هي التي] تستحقها بنصرتها للنبي (صلى الله عليه وآله)، ويحتج المهاجرون بقربهم منه، وليس فيهم من يذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي لم يلحقه الأنصار في نصرته، ولا تدانيه قريش في قرابته (8)!
صفحه ۵۲