طبیعیات در علم کلام: از گذشته تا آینده
الطبيعيات في علم الكلام: من الماضي إلى المستقبل
ژانرها
35
لكن لم يعن هذا نقصا لفلسفة المشرق، فما زال التوجه الإلهي يحكم الفلسفة الإسلامية حيثما حلت في أرجاء العصر الوسيط، وسيظل الوحي مركزها حيثما ارتحلت في أي عصر وفي أي مكان. وليس يمثل ابن رشد قطيعة معرفية بالمعنى الكامل الذي - رأيناه - يستوجب الجدة والإبداع، وليس مجرد التطوير والتنقيح ... بله العود.
فقد «رفض ابن رشد ما أنجزه فلاسفة الإسلام؛ لأنه مجرد تحريف للفلسفة الحقة: الأرسطية الخالصة، فخلطوها تارة بالأفلاطونية وتارة بالشريعة في عملية تأويل وجمع مفتعلين؛ أي رفض ابن رشد القراءة الإسلامية للفلسفة الأرسطية، فقرر إنشاء خطاب خارج الخطاب الفلسفي الإسلامي المعهود.»
36
وعلى مذبح المعلم الأول لم يتردد ابن رشد في نحر كل غث وسمين رعته فلسفة المشرق، إن كان يحمل أدنى شرك بالأرسطية. فلاسفة المشرق كرسوا أرسطو لهم كيفما شاءوا، أما ابن رشد فقد تكرس له، هم استخدموه وهو خدمه؛ إنه الشارح الأكبر للفلسفة الأرسطية، خصوصا بعد أن فصلها عن الحقيقة الدينية.
في الطبيعيات كان هجوم ابن رشد المضري على الفيض؛ لأن أرسطو لم يقل به، ورفض طبيعيات المتكلمين والفلاسفة على السواء. الأولى - الكلامية - رفضها لأنها جدلية وليست برهانية أرسطية؛ والثانية - الحكمة الطبيعية - وإن كانت أرسطية، فقد رفضها لأنها ليست خالصة في هذا بما يكفي.
ثم شيد خطابه العقلاني، حتى كان محور النقد عنده كون الحجة تقصر عن «رتبة اليقين والبرهان».
37
أو أنها ليست بمفيدة نوعا من أنواع اليقين؛ أي جدلية خطابية،
38
صفحه نامشخص