* * * 21 - سمعت محمد بن الحسن البغدادي ، يقول : سمعت أبا عمرو بن السماك ، يقول : سمعت الحسن بن عمرو السبيعي ، يقول : سمعت بشرا ، يقول : ' بي داء ؛ ما لم أعالج نفسي لا أتفرغ لغيري . فإذا عالجت نفسي ، تفرغت لغيري . ما أبصرني بموضع الداء ، و موضع الدواء ، إن أعانني منه بمعونة ! ' ثم قال : ' أنتم الداء ! أرى وجوه قوم لا يخافون ، متهاونين بأموره الآخرة ' .
22 - سمعت أبا بكر ، محمد بن عبد الله بن شاذان ، يقول : سمعت حمزة البزار ، يقول : سمعت عباس بن دهقان ، يقول : ' كنت عند بشر ، و هو يتكلم في الرضا و التسليم . فإذا هو برجل من المتصوفة ؛ فقال له : يا أبا نصر ! انقبضت عن أخذ البر من يد الخلق ، لإقامة الجاه . فإن كنت متحققا بالزهد ، منصرفا عن الدنيا ؛ فخذ من أيديهم ليمتحي جاهك عندهم ؛ و أخرج ما يعطونك إلى الفقراء ؛ و كن بعقد التوكل ، تأخذ قوتك من الغيب . ' فاشتد ذلك على أصحاب بشر . فقال بشر : ' اسمع أيها الرجل الجواب : الفقراء ثلاثة : فقير لا يسأل ، و أن أعطي لا يأخذ ؛ فذاك من الروحانيين ، إذا سأل الله أعطاه ، و إن أقسم على الله أبر قسمه .
و فقير لا يسأل ، و إن أعطي قبل ؛ فذاك من أوسط القوم ، عقده التوكل و السكون إلى الله تعالى ؛ و هو ممن توضع له الموائد في حظيرة القدس .
و فقير اعتقد الصبر ، و مدافعة الوقت . فإذا طرقته الحاجة ، خرج إلى عبيد الله ، قلبه إلى الله بالسؤال . فكفارة مسألته صدقه في السؤال . فقال الرجل : رضيت . رضي الله عنك ! ' .
صفحه ۵۱