فلما ورد «14» الكتاب والمحدث على هارون قال: اطلبوا متكلما، فوجدوا أبا خلدة فقيل له: أتثق بنفسك في مناظرته؟ فقال: انا له ان شاء الله تعالى، فوجه به الرشيد في مركب وكتب الى ملك الهند «15»: اني قد وجهت أليك رجلا متكلما من أهل ديني، فلما كان في بعض الطريق وجه الهندي إليه من يختبره فوجده متكلما فدس إليه سما فقتله قبل ان يصل الى الملك ومنهم ابو عامر الانصاري، وكان عظيم القدر في الفقه والكلام
ومنهم عمرو بن فائد «1»، وكان متكلما جدلا، بعث إليه سليمان بن علي لما بلغه عنه انه لا يقول: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ودعاه فلما دخل «2» فكان «3» يرتقي إليه «4» درجة درجة «5» وهو شيخ وكلما وضع قدمه على درجة قال:
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وسليمان يسمع، فلما صعد «6» اذا بين يديه سيف مسلول ومصحف منشور فقال سليمان: اخرج من هذه الآية: وما كان لنفس أن تؤمن «7» إلا بإذن الله (10 يونس: 100) فقال عمرو: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا «8» ... فآمنوا بالله (7 الاعراف: 158) فأي اذن اكبر من هذا؟ فقال له سليمان: أكانت «9» في كمك؟ فقال: لا ولكن بتأييد الله
وله تفسير كبير، وهو القائل (من البسيط):
سيعلمون اذا الميزان شال بهم ... أهم جنوها أم الرحمن جانيها
صفحه ۶۰