وقيل إنه هو الذي وجهه هارون الى الهند للمناظرة فدس إليه «10» خصمه من «16» سمه في الطريق، حكى ابو الحسين الخياط ان بعض ملوك الهند كتب الى الرشيد فقال «11»: لتوجه «12» إلي «13» رجلا من علماء المسلمين ليعرفنا «14» الاسلام، وذكر ان عنده رجلا من أهل علم الكلام حتى يحاجه، فوجه رجلا من المحدثين شيخا بهيا «1» وكتب إليه: اني قد وجهت أليك شيخا عالما، فخاف الرجل الهندي الذي كان عند الملك «2» ان يكون من أهل «3» الكلام فيفضحه فوجه إليه «4» برجل «5» في السر ليتعرف خبره فلقيه في الطريق فوجده صاحب حديث فرجع الى صاحبه فاخبره «6» به فسر بذلك، فلما ورد على الملك جمع بينه وبين صاحبه وجمع علماء أهل مملكته فقال له الهندي: ما الدليل على ان دينك حق؟ فقال المحدث: حدثنا سفيان الثوري بكذا وحدثنا شعبة «7» بكذا وحدثنا ابن عون بكذا والهندي ساكت فلما اتى على ما اراد قال له الهندي: من اين علمت ان هذا «8» الذي روي لك هذه الروايات عنه «9» صادق فيما ادعاه من النبوة؟ فتلا آيات من القرآن نحو قوله تعالى: محمد رسول الله (48 الفتح: 29) فقال له الهندي: ومن اين علمت ان هذا الكلام من عند الله؟ ولعل صاحبك وضعه، فلم «10» يدر ما يقول وسكت، فاجازه الملك وكتب الى هارون بخبره «11» وذكر ان الذي وجهته «12» لا يصلح لما اردناه وانما نريد رجلا متكلما ليحتج لاصل «13» دينه ولاصل الاسلام
صفحه ۵۹