وبلغنا ان مهديا خطب امرأة بجبل نفوسة فاستشارت في أمره شيخا من المشائخ . فقال لها : ان مهديا رجل له رغبة في الآخرة وزهد في الدنيا واجتهاد في الصلاح وله أرض كريمة محثوت لها سد فوق سد ، قد انهدمت سدودها وخربت رها ، ولم تدعه نفسه الى اصلاح شيء منها ، ولا يستطيع اصلاحها العدد القليل من الناس ، واراد ان يتزوجك ، فلا تصلح جسوره الا بتراب تنقليه على رأسك فزادها ذلك رغبة فيه وفي صلاحية وتزوجها مهدى ، وهي تنقل التراب على رأسها لاصلاح الجسور ، فذكرها الشيخ فيما اعملها من قبل به ، فحمدت الله على ما اعطاها من خدمة ولي من أوليائه . قال اشيخ ابو العباس وانما ساق الشيخ رحمه الله هذا الخبر قبله ليعلمك بمراتب الرجال وما حووا من درجات الكمال ، وهم مع نذلك لا يعتورهم كبر ولا استنكاف ، بل قد سلكوا سبيل من درج من اخيار الاسلاف ، فالله ينفعنا ببركتهم اجمعين .
---------------------------------
(1) - في نسخة القطب اجمع على فرسي
(2) - أي غلبك في الخصام
صفحه ۶۹