وذكر بعض اصحابنا ان مهديا كان رجلا ورعا زاهدا في الدنيا طالبا للآخرة ، وكان له أخ أو ابن خالة طالبا لللاخرة من غير أعراض عن خطة من الدنيا فاختصما يوما بتاهرت إلى الامام ، فقال ، مهدى : يا امير المؤمنين ان هذا أخي قد شغلته دنيا حتى كاد يضر بآخرته ، فقال الآخر : ان هذا اخى قد شغله رفض دنياه حتى كاد يضر بآخرته ن فاعرض عنهما ودعا لهما بخير .
ولما توجه الامام رحمه الله الى جبل نفوسة اصابه مطر بين منازل نفوسة وهو مرتحل ، فقصد دار مهدى فوجدها دار عابد زاهد ليست له رغبة في الدنيا ، فلم يجد بها ما يقى عن نفسه القطر ، فرغب اليه ابن خالته الذي له حظ من الدنيا وسأله انتقال الإمام ومن معه الى داره ، واعمله ان ذلك ارفق بالامام لما هو فيه من اليسار ، واخف عن مهدى لما علمه فيه من الاقتار ، فاجابه سؤاله ، فخرجوا الى دار ابن خال مهدى ، ومهدى معه ، فلما دخلوا داره وجدوها دار ذي نعمة وبسطة ، وسعة رزق ، فخلع على كل واحد منهم ثيابا جديدة لم يصبها مطر ، وفرش فرشا وثيرة واحضر أطعمة حفيلة وأظهر لهم من صنوف البر ما استحسنه الامام غاية الاستحسان ن حتى استدعى منه ان قال لمدى : الآن خضمك ابن خالتك(2) فيما اختصمتما ، وبان ان حجته قامت على حجتك .
صفحه ۶۸