وافترقا عن مجلس المناظرة ن وقد اظفر الله مهديا ، ونصر حجة أهل الحق ولله الحمد . ثم خرج الفتى المشهور بالشجاعة يطلب المبارزة ، فأخذ ايوب بن العباس في اهبة الخروج اليه فجبنذ فرسه حتى استوى بين الصفين واراد ركوبه بحيث يراه كلا الفريقين ، فتجاهل في ركوبه ، فضحك منه عامة الفريقين وازدروه ، فقال لهم ابو الفتى الواصلي الآن جاء من يقتل ولدي ، افلا ترون ان فرسه لما ركبه ادلى واسترسل ، ولا يفعل الفرس ذلك الا تحت الفارس الحاذق الممارس ، فخرج ايوب الى لفتى فبارزه فتطاردا قليلا ،وتضاربا حينا ، فحمل عليه ايوب فضربه وقتله ، وذكر بعض أصحابنا اه شكه بالرمح واحتمله كالجرادة ، فلما رات المعتزلة رئيسها وفارسها صريعا ، ولوا منهزمين بعد ما حمى الوطيس وقتل الرئيس واستنجر القتل في المعتزلة وكان أفلح بن عبد الوهاب يضرب ناحية وايوب يضرب ناحية أخرى ، وكان سيف ايوب بن العباس ليس له الا حد واحد ، وقيل ان ذلك اذا عيى حمله على عاتقه ، فلما امعن اهل العسكر في قتل الواصلية ودخوهم ، وضعت الحرب اوزارها ، ولم يكن بقى من المعتزلة إلا اليسير وصار المسلمون يعدونهم من قتلة أفلح من قتله أيوب فوجدوا احدهما يزيد على الآخر واحدا ، قيل وصاحب الزيادة هو افلح ، وذكر بعض اصحابنا ان قتلى افلح اربعمائة . ولما أوهن الله المعتزلة ، ونهزموا وعسكر الامام ي سافلتهم ، بلغنا ان ايوب بن العباس رأى شخصا قائما كهيئة ارجل فى حومة القتال ، فخاله رجلا فضربه بالسيف فأحس شدة ، فلما رجع قال لاصحابه : انى ضربت شيئا فيه ولم ادر ما هو فتصفحوا القتلى فوجدوه عمودا قائما ، فلمسوه بأيدهم ، فسقط منفصلا من الموضع الذى أصابته ضربة ايوب .
صفحه ۶۶