طبقات مشایخ بمغرب
طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني
ژانرها
وبلغنا ان الامام رحمه الله لما سمع بخروجهم من جبل نفوسه متوجهين اليه قال لعبيدة من بشرني منكم بقدومهم فهو حر ، وكان العبيد اذا اصبح خرجوا من المدينة ينظرون يمينا وشمالا ، وكان احد عبيد الامام أعرج لا يستطيع النهوض مع العبيد فكان يرقى سور المدينة فلما كان يوم قدومهم أبصرهم العبيد الذين كانوا في خارج المدينة ، فلما تحققوا ذلك بادروا يتسابقون ليخبروا الامام فلما رءاهم الاعرج عن بعد ، عجل إلى الامام فبشره ، فخرج حرا فجاءه اصحابه فوجدوا الاعرج قد سبقهم بالبشارة فقالوا ( فاز بها الاعرج ) فلما وصل النفر المدينة اخبروا الامام بانهم اربعة فساءه ذلك ، وكان ينتظر قدوم عسكر كبير فلما دخلوا على الامام رحمه الله ، سألهم عن احوالهم وعن قدومهم في اربعة نفر دون عسكر . فاخبره كل واحد منهم بما تكفل به ، واعلمه انهم بمعونة الله عز وجل ومساعدة الأمام يقومون مقام العسكر . فامر الامام رحمه الله بانزالهم في دار الضيافة ، فاقاموا في أبر حال .
وبلغنا ان الامام اجل قبل ذلك الواصلية أجلا ، قبل قدوم النفوسيين ، فلما قدموا قال لهم : تأهبوا للخروج قالوا له : دعنا حتى نستريح وتستريح دوابنا فقد اساءها السفر ، فأسعفهم ، ولما جرى ذكر المناظرة بينهم وبين الامام واعلمهم مهدى انه يكفيهم المناظرة قال لهم الامام : انه جرى بيني وبين الواصلي المنتحل المناظرة كلام ، اريد ان اعرضه عليك فقال : افعل يا امير المؤمنين ، فجعل الامام يعرض عليه ما وقع بينهما من مناظرة ، ويذكر سؤال كل واحد منهما ، وجواب الآخر فكلما وجد من كلام الواصلي حيدة ، قال : يا امير المؤمنين زاغ في الحجة ، وزاغ عن الحجة ، حتى اطلع الامام رحمه الله على جميع ما لبس فيه المعتزلى ، ومواضع حيداته ، فوثق بان مهديا سيظفر بالمعتزلي.
صفحه ۶۳