وتعاقب مملكة تاهرت بن ميمون وبنو اخوية اسماعيل وعبد الرحمن بن الرستمية إلى سنة ستة وتسعين ومائتين فوصل أبو عبد الله الشيعى 00مدينة تاهرت فدخلها بالأمان ثم قتل فيها من الرستمية عددا كبيرا ، وبعث برؤوسهم إلى أخيه أبي العباس ، واطيف بها في القيروان ، ونصبت على باب رقادة . وأقام ملك بني رستم بتاهرت مائة وثلاثين سنة . وذكر محمد ابن يوسف أن عبد الرحمن بن رستم كان خليفة لأبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح بن عبيد بن حرملة أيام تملكه على افريقية ، فلما قتله محمد بن الأشعث الخزاعي وذلك في صفر سنة اربع وأربعين ومائة هرب عبد الرحمن باهله وما خف من ماله ، ونزل القيروان فاجتمعت اليه جماعة من اصحابه واتفقوا على تقديمه وبنيان مدينه تجمعهم ، فنزلوا موضع تاهرت البرج وهو غيضة اشب ،ونزل عبد الرحمن منها موضعا مربعا لا شجر فيه ، قال البربر : ( نزل تافدمت : تفسيره : الدف شبهوه بالدف لتربيعه ، وادركتهم صلاة الجمعة فصلوها هنالك فلما انقضت الصلاة ثارت صيحة شديدة على أسد ظهر في الشعراء فاخذ حيا وأوتي به إلى الموضع الذي صلوا فيه فقتل هنالك ، فقال عبد الرحمن بن رستم هذا موضع لا يفارقه سفك دم ، ولا حرب أبدا ، وابتدروا من تلك الساعة فبنوا في ذلك الموضع مسجدا وقطعوا خشبه من تلك الأشجار ، فهو كذلك إلى اليوم ، وهو مسجد جامع وهو من أربع بلاطات ، قال : وكان موضع تاهرت ملكا لقوم مستضعفين من منداس وصنهاجة فراودهم عبد الرحم على البيع ، فوافقهم ان يودوا اليهم الخراج من الأسواق ، ويبيحوا لهم بنيان المساكن فاختطوا وبنوا ، وسمى موضع تاهرت معسكر عبد الرحمن إلى اليوم(2 ) .
صفحه ۴۶