قال الشيخ أبو العباس وقد وقفت في كتابه المسالك والممالك من ذكر بناء تاهرت على ما هو أوضح وأزيد فائدة ، ورأيت أن أثبته في هذا الموضع وأن كان في بعصه خلاف لما صححناه عن المشائخ . ذكر أبو عبيدة البكرى " أن تاهرت مدينة مسورة أنها أربعة أبواب باب الصفاء وبااب المنازل وباب الاندلس وباب المطاحن ، ولها قصبة مشرفة على السوق وتسمى المعصومة ، وهي على نهر تسمى " نافس " ومنها شرب بساتينها وهي في شئ ، وفيها جميع الثمار وهي شددية البرد كثرة الغيوم ، والثلج . وقال أبو عبد الرحمن بكر بن حماد :(1)
وتاهرت الجديدة على خمسة أيمال منها تاهرت القديمة وهي في شرق الحديثة ، ويقال أنهم لما ارادوا بناء تاهرت كانوا يبنون بالنهار ، فاذا جن الليل واصبحوا وجدوا بنيانهم قد تهدم فبنوا حينئذ تاهرت السفلى ، وهي الحديثة وكان صاحب تاهرت ميمون بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم، بن بهرام بن ذو شراز بن سابور بن بابكان بن سابور ذى الاكتاف الملك الفارسى . كان ميمون رأس الاباضية وأمامهم ، وأمام الصفار ، والواصيلة ، وكان يسلم عليه بالخلافة ،وكان مجتمع الواصيلة قريبا من تاهرت ، وكان عددهم ثلاثين ألفا ، في بيوت كبيوت الاعراب يحملونها .
صفحه ۴۵