سمو روحی
السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية
پژوهشگر
أبو عبد الرحمن البحيري وائل بن حافظ بن خلف
ناشر
دار البشير للثقافة والعلوم
شماره نسخه
الأولى
ژانرها
حدیث
لانتفاء الشعر عنه، وكونه لا ينبغي له كما بسطناه في موضعه (١)؛ فعمله أن يهدي الإنسانية لا أن يزين لها، وأن يدلها على ما يجب في العمل لا ما يحسن في صناعة الكلام، وأن يهديها إلى ما تفعله لتسمو به لا إلى ما تتخيله لتلهو به. والخيال هو الشيء الحقيقي عند النفس في ساعة الانفعال والتأثر به فقط، ومعنى هذا أنه لا يكون أبدًا حقيقة ثابتة، فلا يكون إلا كذبًا على الحقيقة.
ثم هو ﷺ ليس كغيره من بلغاء الناس: يتصل بالطبيعة ليستملي منها؛ بل هو نبي مرسل متصل بمصدرها الأزلي ليملي فيها، وقد كانت آخر ابتسامة له في الدنيا ابتسامته للصلاة (٢)، يتهلل لطهارة النفس
_________
(١) كتابنا "إعجاز القرآن". (الرافعي)
(٢) عن أنس ﵁ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ﵁ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ ﷺ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ ﷺ سِتْرَ الْحُجْرَةِ يَنْظُرُ إِلَيْنَا، وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ، فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنْ الْفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ ﷺ، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ خَارِجٌ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَشَارَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ أَنْ أَتِمُّوا صَلَاتَكُمْ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ. راجع "صحيح البخاري" (٦٨٠، ٦٨١، ٧٥٤، ١٢٠٥، ٤٤٤٨)، و"صحيح مسلم" (٤١٩)، و"مسند الإمام أحمد" (٣/ ١١٠)، و"سنن النسائي" (١٨٣١)، و"سنن ابن ماجه" (١٦٢٤)، و"الشمائل المحمدية" للإمام الترمذي ﵀ (٣٦٨).
1 / 73