ولكن هكذا الظِّلِّيم المأفون لا يفتأ يأتي بالفواقر والبَهَالِق، والطامات والبوائق .. يخطئ ويزل، «ويعثر عثرات يَدْمَى منها الأظَلّ، ويدحض دَحْضَات تخرجه إلى سبيل مَن ضل» (١) ... تراه يصرخ في لِدَاته وأترابه، ويرفع عقيرته بين أتباعه وطلابه: لِيبلغ الشاهد منكم الغائب، وَلْيوصِ السابق منكم اللاحق: لَمَا علمتم من أديب يزعم أن الأدب هو: «السُّمُو بضمير الأمة» (٢)، وأن الأديب هو: «مَن كان لأمته وَلِلُغتها في مواهب قلمه لقبٌ مِن ألقاب التاريخ» (٣)؛ لتجهزن عليه ولا تتركونه! ولتكونن عونًا لمن ناوأه وإن كان في الأدب
_________
(١) ما بين القوسين مقتبس من كلام للسهيلي ﵀ في تعقب له على ابن سيده، وقد نقله العلامة ابن منظور في "لسان العرب" (ج١ص٣٣٤).
(٢) من كلام الرافعي في مقال له بعنوان: "الأدب والأديب". وهو منشور في الجزء الثالث من "وحي القلم".
(٣) من كلام الرافعي في مقال له بعنوان: "الأدب والأديب". وهو منشور في الجزء الثالث من "وحي القلم".
1 / 9