دخل عليه الليل (١).
_________
(١) في الحديث الشريف: «ليدخلن هذا الدين على ما دخل عليه الليل». وكأن العبارة نص على أن الإسلام يعم حين تظلم الدنيا ظلامها الشعري ... إذا طمست الإنسانية بلذاتها، وأظلمت آفاقها الروحانية؛ فيجيء الإسلام في قوة أخلاقه كشباب الفجر، يبعث حياة النور الإنساني بعثًا جديدًا؛ وهذا هو رأينا في مستقبل الإسلام: لا بد من انحلال أوربا وأمريكا، كما يصفر النهار، ثم يختلط، ثم يظلم، ثم تطلب الطبيعة نورها الحي من بعد. (الرافعي). وأقول: عن تميم الداري ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل. عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلًا يذل الله به الكفر». وكان تميم الداري ﵁ يقول: «قد عرفت ذلك في أهل بيتي؛ لقد أصاب مَن أسلم منهم الخير والشرف والعز، ولقد أصاب من كان منهم كافرًا الذل والصغار والجزية». هذا حديث صحيح: أخرجه الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل ﵀ في "المسند" (٤/ ١٠٣)، والإمام أبو القاسمِ الطبرانيُّ في "المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (٦/ ١٤)، وقال راقمه ﵀: «رجالُ أحمدَ رجالُ الصحيحِ»، والإمام الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (٤/ ٤٣٠ - ٤٣١) (٨٣٢٦)، وقال: «صحيح على شرط الشيخين»، ووافقه الإمام الذهبي في "تلخيص المستدرك"، وتعقبهما الشيخ الألباني - في "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" حاشية (ص١١٨ - ١١٩) - بأنه على شرط مسلم فقط. وزاد عزوه إلى ابن بشران في "الأمالي" (٦٠/ ١)، وابن منده في كتاب "الإيمان" (١/ ١٠٢)، والحافظ عبد الغني المقدسي في "ذكر الإسلام" (١/ ١٦٦)، وقال هذا: «حديث حسن صحيح». قال الألباني: «وله شاهد عند الحاكم (٤/ ٤٣٠) (٨٣٢٤)، وعند ابن منده من حديث المقداد بن الأسود ﵁، وهو على شرط مسلم» ا. هـ. قلت: وهو أيضًا عند الطبراني في "الكبير" (٢٠/ ٦٠١)، وصححه ابن حبان (٦٦٩٩، ٦٧٠١ - إحسان) (١٦٣١، ١٦٣٢ - موارد الظمآن)، وقال الحافظ نور الدين الهيثمي ﵀ في "المجمع" (٦/ ١٤): «رجال الطبراني رجال الصحيح».
1 / 20