20

Sullam Akhlaq al-Nubuwwah

سلم أخلاق النبوة

ناشر

دار القلم للتراث

شماره نسخه

الثانية-١٤١٩ هـ

سال انتشار

١٩٩٨ م

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

فالسيدة خديجة صاغت من أخلاقه ﷺ دليلًا على أن الله لن يخزيَه أبدًا. وامتداد القصة - في الصحيح - تأتي بشارة "ورقة بن نوفل" وكان عالمًا بالكتب السابقة، يكتب بالعبرانية، فأخبر الرسول ﷺ ببعض ما سيعاني، قياسًا على معاناة الأنبياء السابقين، فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى. وفي البخاري "الذي نزله الله على موسى" يا ليتني فيها جذعًا. ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك. قال: أو مخرجي هم؟ قال: نعم، لم يأت أحدٌ قومه بمثل ما جئت به إلا عُودىَ وأُوذى. وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا " وفيات مشاهر الأعلام الذهبي جـ ١ صـ ١١٨" المهم عندي هو استدلال خديجة بأخلاقه ﷺ على نبوته. وقد صدَّق ورقة نبوءتها بمعلومات عامة لأن كبر السن، والمفاجأة، ورهبة الشعور بأنه يجلس أمام نبي، حالت بينه وبين مراجعة ما قرأ ليستدل على نبوة محمد - كما فعل الحبر والراهب بحيرى - من قبل. ومعلوم أن التوراة والإنجيل مصدران وافيان بالدلائل على نبوة محمد ﷺ. وبعد: فالدور العظيم الذي أدّته أمّ المؤمنين السيدة خديجة ﵂ يفسّر سرَّ اختيار الله لها زوجةً للنبي ﷺ مع أنها تكبره بخمسة عشر عاما. أولًا: استدلت بأخلاق النبي ﷺ على نبوتّه. وهذا سَبْقٌ عقلي كبير. ثانيا: جعلت مالها تحت تصرف النبي ﷺ في خدمة دعوته. حتى يمكن أن أقول: لا يستطيع مُؤرّخ مُنصف أن يكتب تاريخ الدعوة الإسلامية، وأسباب نجاحها، بمعزل عن مال السيدة خديجة، ومال عثمان بن عفان ﵄

1 / 23