فضحك ياسين ثم قال: كنا نصلي الجمعة، وكان من عادة أبي أن يأخذنا معه لصلاة الجمعة، ألا تصدقون؟ سلوا أهل الحسين؟! - كنت تصلي زلفى لأبيك؟ - ولله، لا تسيئوا الظن بنا، نحن أسرة دينية، أجل كلنا سكيرون فاسقون، ولكن في النهاية تنتظرنا التوبة!
وهنا تأوه المحامي قائلا: ألا نعاود الغناء قليلا؟
فبادره ياسين قائلا: أمس غادرت الحانة وأنا أغني فاعترضني شرطي وهتف بي محذرا: «يا أفندي!» فسألته: «ألا يحق لي أن أغني؟» فقال: «ممنوع الزعيق بعد الساعة 12.» فقلت محتجا: «ولكنني أغني!» فقال بحدة: «كله زعق أمام القانون.» فسألته: «والقنابل التي تنفجر بعد الساعة 12 ألا تعد زعقا؟» فقال مهددا: «الظاهر أنك ترغب في البيات في القسم!» فابتعدت عنه وأنا أقول: «بل الأفضل أن أبيت في البيت!» كيف نكون أمة متحضرة والعساكر تحكمنا؟! وفي البيت تلقى زوجك بالمرصاد، وهنالك في الوزارة رئيسك، حتى في التربة يستقبلك ملاكان بالهراوات ..
وعاد المحامي يقول: فلنمز بشيء من الغناء ..
فتنحنح عميد ذوي المعاشات ثم راح يترنم:
جوزي اتجوز عليه
ولسه الحنة في إيديه
يوم ما جه وجبها عليه
دي نار يا ناس وآدت فيه
وسرعان ما رددوا المطلع في حماس همجي، وكان ياسين يغرق في الضحك حتى دمعت عيناه ...
صفحه نامشخص