أدلة من يرى أن الهجرة لم تنقطع إلا يوم فتح مكة والجواب عليها
هناك أدلة على أن الهجرة لم تنقطع إلا يوم فتح مكة سنوردها ثم نجيب عليها:
الدليل الأول: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن... }الآية.
وهذه الآية من سورة الممتحنة نزلت بعد الحديبية في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط التي هاجرت قبل فتح مكة وبعد الحديبية وقد أطلق الله على المهاجرات بعد الحديبية اسم الهجرة، وهذا دليل على أن الهجرة لم تنقطع إلا بفتح مكة.
الدليل الثاني: حديث أبي موسى الأشعري في قصة تخاصم عمر بن الخطاب وأسماء بنت عميس وقول عمر لها (آلحبشة هذه؟ آلبحرية هذه؟ قالت: نعم، قال: سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم، فغضبت وقالت: كلا والله، كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم وكنا في دار البعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله وفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم ذكر أبو موسى أنها ذكرت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ما قال عمر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان)).
أقول: فهنا جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمهاجرة الحبشة وأصحاب أبي موسى الأشعري هجرتين هجرتهم إلى الحبشة ثم هجرتهم إلى المدينة، ومعلوم أنهم لم يهاجروا إلى المدينة إلا أيام خيبر ووصل جعفر وأصحابه إلى خيبر عند الانتهاء من الفتح.
الدليل الثالث: حديث عمرو بن العاص -في قصة إسلامه- وفيها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها))، وكان قد قدم على رسول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد عمرة القضاء وقبل فتح مكة بأشهر.
صفحه ۱۷۹