كل هذه الأسئلة بحاجة إلى بت فيها، ولا يحتمل هذا البحث الإجابة عليها لكون كاتب هذا البحث لم يبحثها بحثا يرضى عنه، ولا يريد أن يتكلم بما لا يعلم فيقع في المحظور الذي حذر منه، وأنا أدعو إخواني للبحث المنصف فقط، أو محاولة ذلك على الأقل، مع التواضع في الاعتراف بالقصور في العلم.
والخلاصة في مصطلح الصحابي، أن يفرق بين مصطلح الصحبة الشرعية (الخاصة)، والصحبة العامة (صحبة الكافة)؛ فالصحبة التي نزلت النصوص في مدحها والثناء عليها هي الصحبة الشرعية (صحبة المهاجرين والأنصار) وهي الصحبة الخاصة، والصحبة الخاصة طبقات أيضا، لكن أوسع مدى زمني للصحبة الشرعية أو الخاصة ينتهي عام الحديبية، أما فترة ما بعد الحديبية فتدخل في الصحبة العامة التي يسمى أهلها شرعا (التابعين)، سواء منهم التابعون بإحسان أو بغير إحسان.
ولا عيب على جمهرة المحدثين في إطلاقهم الصحابي أو الصحبة على كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن هذا الإطلاق يتناسب مع وظيفتهم الحديثية التي تعتمد على دراسة الإسناد ومعرفة جوانب الاتصال والانقطاع فيه.
ومن زعم منهم أن الصحابي صحبة عامة (التابعون من حيث التعريف الشرعي) له الفضل الوارد في الصحابة ذلك الفضل المبثوث في القرآن والسنة فقد أخطأ ويرد عليه قوله بالأدلة التي مرت معنا في هذا المبحث ويجاب على الشبه التي تعلق بها، فإن اقتنع وإلا فالموضوع محل اجتهاد.
صفحه ۱۷۸