فإذا منعنا من ذلك فلنصر إلى تعريفهم أنهم لم يبصروا حسنا، بأن نلقاهم بالحد الذى قيل.
فالأسماء ما كانت مشهورة، فالمجيب عنها مضطرإلى أن يجيب إما بالحقيقة [وإما بالجزم] وإما بالقسمة: فأما ما كان يدخل فيه معنى غيره كالقول إذا لم يكن واضحا أو كانت المسألة ناقصة قصيرة ففى مثل هذا يعرف التضليل. كقول القائل: هل ما كان لأهل آثانس هو قنية لهم؟ فيجاب بنعم. وكذلك يجرى هذا القول فيما خلف ذلك: فالإنسان من الحيوان، وهو قنية للحيوان، فلا محالة أن الإنسان للحيوان، لأنه من الحيوان؛ وفلان آثينائى لأنه منهم. فقد استبان أن ما لفظ به أحد فلم يكن واضحا لم ينزل ولم يجب فيه بجواب مرسل.
صفحه ۹۱۵