فحثا فيه سيف الدولة صالحًا، ومددتُ ذيل دُرَّاعتي فحثا لي جانبًا، والمتنبي حاضر، وسيف الدولة ينتظر منه أن يفعل مثل فعلنا، فما فعل، فغاظه ذلك، فنثرها كلها على الغلمان، فلما رأى المتنبي أنها قد فاتته زاحم الغلمان يلتقط معهم، فغمزهم عليه سيف الدولة، فداسوه وركبوه، وصارت عمامته في رقبته، فاستحى ومضت به ليلة عظيمة، وانصرف فخاطب أبو عبد الله بن خالويه سيف الدولة في ذلك، فقال: يتعاظم تلك العظمة، وينزل إلى مثل هذه المنزلة لولا حماقتهُ.
وحكى أن أبا الطيب المتنبي دخل مجلس ابن العميد، وكان يستعرض سيوفًا، فلما نظرا أبا الطيب نهض
1 / 74